صوت الشعب صوت الحقيقة
بقلم منذر خلفاوي
قُتل الأسبوع الفارط 13 شخصاً على الأقل واعتقل أكثر من 70 خلال احتجاجات جماهيرية ضدّ تبعات الأزمة الاقتصادية والأمنية والفساد المالي لمختلف الحكومات المتعاقبة والرؤساء وآخرهم “بولا أحمد تينوبو” (تولّى السلطة في ماي 2023) الذي سعى إلى إرضاء المستثمرين الدوليين والبنوك العالمية برفع الدعم عن الوقود وتحرير العملة المحلية التي انخفضت بنحو 70 بالمائة مقارنة بالدولار…الخ . لقد تجاوز معدل تضخم أسعار الغذاء 40 في المائة، فيما تضاعف سعر البنزين ثلاث مرات كما تفاقمت البطالة وبلغت نسبتها 33 بالمائة ونسبة الفقر 40 بالمائة وتفشّت الأمراض الاجتماعية من مخدرات واتجار بالبشر …الخ، ودعا المشاركون في الاحتجاجات التي تنظم تحت شعار «أنهوا سوء الإدارة في نيجيريا»، إلى التراجع عن القرارات اللاشعبية وإلى إنهاء المعاناة والجوع. لكن الحكومة دعت المواطنين إلى المزيد من الصبر حتى تؤتي الإصلاحات أكلها، وتحدثوا عن إجراءات لتخفيف الصعوبات الاقتصادية، من بينها زيادة الحد الأدنى للأجور وتزويد الولايات بالحبوب.
وفي محاولة أخيرة لإطفاء نار الغضب خطب أخيرا الرئيس ليعلن: “سمعتكم بوضوح وأتفهّم ألمكم واستياءكم وأؤكد لكم تصميم الحكومة على الاستماع لمشاغل مواطنينا ومعالجتها”.
إن مشاكل أغلب البلدان الإفريقية ناجمة عن التبعية السياسية والاقتصادية ولن تحلّ الأزمات المتتالية إلا بالتحرر الفعلي.
