الرئيسية / صوت الثقافة / المهرجان الوطني للأدباء الشبّان بقليبية في دورته الثامنة والثلاثين
المهرجان الوطني للأدباء الشبّان بقليبية في دورته الثامنة والثلاثين

المهرجان الوطني للأدباء الشبّان بقليبية في دورته الثامنة والثلاثين

بقلم علي المالكي

تعيش مدينة قليبية كل سنة على وقع مجموعة من الفعاليات الثقافية الهادفة ومنها المهرجان الوطني للأدباء الشبانوأيام الزين الصافي للأغنية الملتزمة والمهرجان الدولي للسينمائيين الهواة“.

ويعتبر المهرجان الوطني للأدباء الشبّان بقليبية، والذي تشرف عليه جمعية منارة الأدب بالمكان، من أعرق المهرجانات الأدبية الشبابية في تونس. وقد مرّت أجيال من منابره وصارت أعلاما تضيء صورة تونس في الداخل والخارج.

تأسّس هذا المهرجان العريق سنة 1987 وساهم في تأسيسه الشاعر المرحوم نور الدين صمّود إلى جانب نخبة من أبناء مدينة قليبية من بينهم الإعلامي الأستاذ محمد بن رجب.

وكان من المفروض أن تنتظم الدورة الحالية مع موفّى شهر جويلية، ولكن لأسباب مالية بحتة، تم تأجيلها إلى أواخر شهر أوت، مثلما جاء في البلاغ الإعلامي التالي الصادر عن رئيسة المهرجان السيدة سنية فرج الله بالصفحة الرسمية لجمعية منارة الأدب:

نظرا لتأخر الدعم المالي والعروض من قبل الهيئات المموّلة للمهرجان الوطني للأدباء الشبان بقليبية انعقدت اليوم الإثنين 15 جويلية 2024 الهيئة المديرة للمهرجان وأقرّت:

1. تأجيل موعد الدورة 38 للمهرجان الوطني للأدباء الشبان بقليبية إلى 26 و27 و28 أوت 2024 مع المحافظة على نفس العنوان للدورة: “الأدب الشعبي ومقاومة الاستعمار“.

2. التمديد في آجال قبول المشاركات إلى 10 أوت 2024.

شعار الدورة 38 “الأدب الشعبي ومقاومة الاستعمارحافظ على المسار الذي اتّجه فيه المهرجان بعد الثورة في طرح الإشكاليات والمواضيع المسكوت عنها وتكريم رموز أدبية مناضلة على غرار منور صمادح وعبد القادر الدردوري والطاهر الهمامي وعلي زمور ومحمد بن جنات، حيث أن تجربة هؤلاء المبدعين لا تخلو من الجمال والالتزام والانحياز للقضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية ولقضايا الشعب الحارقة وهذا ما ننشد ترسيخه لدى الأجيال القادمة، فتكريم هؤلاء هو ترسيخ لثقافة المقاومة الأدبية والفكرية في زمن نشهد فيه انتشار الرّداءة في شتّى المجالات الفنية.

يشهد هذا المهرجان العريق عديد المضايقات خاصة منها المالية والإدارية، حيث تقدّمت الهيئة المديرة بملفات التمويل العمومي لوزارة الثقافة منذ شهر فيفري، إلى جانب أن الوزارة لم تصرف المنحة للدّورة السابع والثلاثين متعلّلة أن أمين مال الجمعية لم يمض على وصولات لم تعتمد في السابق، ولكنها لم تحصل على الرّد قبل اتّخاذ قرار تأجيل المهرجان. وقد رصدت المندوبية الجهوية للثقافة بنابل مبلغا قدره ألفي دينار وعرض مدعم، كما تحصلت إدارة المهرجان على الموافقة المبدئية من وزارة الثقافة بعد تحيين الموعد وذكر دواعي صرف المنحة. أمّا بلدية المكان فقد رصدت المبلغ، وعلمنا في الجمعية منذ يومين (الأربعاء 7 أوت 2024) بموافقة مراقب المصاريف على المنحة ونحن في انتظار تحويل المبلغ إلى حساب الجمعية.

إن مهرجان الأدباء الشبان بقليبية يواجه العديد من العراقيل الإدارية والتقليص الكبير من الموارد المالية للثقافة والتوجّه نحو جعل الجمعيات مؤسسات إنتاج لتمكين الدولة من موارد جبائية إضافية لتتخلى الدولة تدريجيا عن دورها في تمويل الأنشطة الثقافية التي تشرف عليها الجمعيات الثقافية.

إلى الأعلى
×