الرئيسية / صوت الشباب / وداعا رفيقتنا المُبدعة شيماء الرفاعي
وداعا رفيقتنا المُبدعة شيماء الرفاعي

وداعا رفيقتنا المُبدعة شيماء الرفاعي

“نحبّك يا تونس ونموت عليك، وما نموت إلا فيك
حتّى كي نموت يا أمّي.. نموت واقف كي الشجرة
باش يبقى خيالي يوّنس فيك” ياسر الجرادي

رحلت عنّا واقفة كالشجرة رفيقتنا المُبدعة شيماء الرفاعي، تُخلّد ذكراها ساحات المعهد العالي للغات بنابل، يصدح صوتها بين جدران القاعات: “جامعة شعبيّة تعليم ديمقراطي ثقافة وطنيّة”، يتذكرّها زملائها بـ”شيماء المُجتهدة”، فتاة بشوشة ترقص كلّ ما أتيحت لها الفرصة، تحمل أوجاعنا عنّا، أكثرنا قدرة على استيعاب هموم الآخر وحلحلتها بأثر نابع من فؤادها المليء بالحياة.
“شادية أبو غزالة” الكليّة، لقّبها رفاقها، لثباتها وصدق معدنها وصلابة مواقفها، شيماء الحالمةُ بغدٍ أفضل لنا جميعا، الرافعة رأسها بقضاياها العادلة مؤمنة بحريّة النّساء والطبقة الكادحة جمعاء..
كانت تُعدّ شعاراتها استعدادا للمشاركة في مسيرة الغضب يوم 13 أوت، وعيا منها بدورها ودور النّساء، رحلت قبل أن تجعل الشوارع تهتزّ بالشعار الأقرب لقلبها “يسقط يسقط رأسمال، الثورة للعمّال” مارّة عبر نافذة التاريخ مخلَّدة في قلوبنا ودربنا درب النضال،
رحلت عنا شيماء قبل إصدار أوّل رواية لها، اختارت شُعبة العربيّة قناعة بأنها ستتمكّن من هذه اللّغة نحوا وبلاغة وتُبلّغ أصواتنا من خلال إبداعاتها الفنيّة، ورحلت قبل كلّ هذا..
رحلت وتركت لنا رفيقاتها رفاقها باتحاد الشباب الشيوعي التونسي، ثأرا لا يسقط، ووعدًا لا يُنقض وحلما لا حياد قبل تحقيقه، ثورة يولد من رحمها وطن عادل.
أُصمد يا قلبُ، درب النّضال مازال طويلا، ولنا عهدٌ رفاقي لكل الرفاق الراحلين والراحلات عنّا قبل الأوان، تسقط الأجساد لا الفكرة.
كانت شيماء تحبّ الحياة قدر محبّتها للمسرح والأدب، تكرّر على مسمعنا جميعا أنّ الفنّ ثوريّ أو لا يكون.. تزور كل أسبوع “نادي الشيخ إمام” بنابل ليعمّ المكان مزيج من البهجة والالتزام النضاليّ.
رحلت عنا رفيقتنا الفنّانة وبقيت معنا ذكرى خالدة لا تسقط كشجر الزيتون بفلسطين، لروحها السّلام ولنا الصبر والسلوان.

مكتب اتحاد الشباب الشيوعي التونسي بنابل

إلى الأعلى
×