الرئيسية / صوت الوطن / في الذكرى التاسعة والثلاثين (39) للغارة الصهيونية على حمام الشط
في الذكرى التاسعة والثلاثين (39) للغارة الصهيونية على حمام الشط

في الذكرى التاسعة والثلاثين (39) للغارة الصهيونية على حمام الشط

بقلم إيناس ميعادي

ارتكب الكيان الصهيوني صبيحة غرة أكتوبر سنة 1985 جريمة بشعة إذ شنّ طيرانه غارة على مقرْ القيادة الفلسطينية بحمام الشط، مخلّفا عددا كبيرا من القتلى والجرحى والتدمير لعدد من المقرّات والبنايات المجاورة مستهدفا المقاومة الفلسطينية وهي تستعد لمواصلة النضال بعد أن أُخرِجت من بيروت غصبا إثر اجتياح لبنان ومجزرة صبرا وشاتيلا صائفة سنة 1982.
نفّذ الكيان الإسرائيلي جريمته النّكراء بعد أن قطعت طائرات حربية آلاف الكيلومترات دون أن يقع رصدها بواسطة الردارات والأقمار الصّناعية، وهو ما أكده عدد من المواطنين بالضاحية الجنوبية مشاهدتهم سرب الطائرات يحلّق فوق جبل بوقرنين، ثم انطلقت الطائرات بسرعة فائقة وبدقّة نحو تحقيق الهدف دون أي ردّة فعل أو موقف من الحكومة التونسية ورئاستها المحمول عليهما حماية الوطن من أي عدوان خارجي الذي اكتفى بتظلّم يتيم لدى الأمم المتحدة آنذاك.
إن الغارة على حمام الشط التي امتزجت فيها دماء الشّعبين الفلسطيني والتونسي أكّدت مجدّدا عنجهية وبربرية ونازية الكيان الصهيوني الغاصب المدعوم من الامبريالية، وخاصة الأمريكية منها، مع تواطؤ الأنظمة العربية الرسمية ممّا يستوجب منا مقاومتها وطنيا وأمميا وعالميا، هذه الغارة والهجمة البربرية هي حلقة وامتداد لمذابح دير ياسين وصبرا وشاتيلا وصولا إلى جنين ورفح وغزّة واغتيال القادة الأبطال أبو جهاد وأبو علي مصطفى والشيخ أحمد ياسين وياسر عرفات وصولا إلى طوفان الأقصى واغتيال اسماعيل هنية وحسن نصر الله وثلاثة قيادين بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين… الخ، كلهم شهداء شأنهم في ذلك شأن بقية المدنيين من رجال ونساء وأطفال الذين سقطوا فداء للمقاومة .
كل هذه الانتهاكات الصارخة لكل القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان بالإيقاف والتعذيب والسجن والإبعاد والطرد والتهجير والتشريد والتجويع والتفقير وبثّ الموت يوميا والسعي للإبادة واغتصاب الأرض والعرض وبناء الجدار العنصري والتمادي في زرع المستوطنات وتهويد القدس… الخ، بهدف إلى القضاء على المقاومة وجرّها للاستسلام للمخططات الأمريكية والاسرائيلية، فيما تقوم المقاومة في فلسطين وفي جنوب لبنان بتحرير فلسطين وتقرير مصيرها وإقامة دولتها المستقلة والديمقراطية التي يعيش فيها المواطنون في كنف الحرية والمساواة.
إن إحياءنا لهذه الذّكرى يأتي كل سنة ليؤكّد أن ما يربط الشعب التونسي والفلسطينس من أواصر أمميّة ونضالية عريقة ضاربة في القدم، لنؤكد أن كل القوى الثورية والوطنية والتقدميّة في تونس وخارجها مدعوّة إلى مقاومة كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني وتجريم ذلك والتنصيص عليه في قانون يفضح ويترجم “التطبيع خيانة عظمى” وانخراطنا اللامشروط مع بقية الشعوب العربية والقوى المناضلة من أجل الحرية باعتبار أن القضية الفلسطينية هي جزء لا يتجزأ من الصراع العربي الصهيوني وبأن الكيان الغاصب عدو لدود للشعوب العربية وللإنسانيّة قاطبة التي تنشد الحرية…

إلى الأعلى
×