الرئيسية / صوت الوطن / حياة بعضهم في خطر… سياسة التنكيل بالصحافيين تتواصل والنقابة تدقّ ناقوس الخطر
حياة بعضهم في خطر… سياسة التنكيل بالصحافيين تتواصل والنقابة تدقّ ناقوس الخطر

حياة بعضهم في خطر… سياسة التنكيل بالصحافيين تتواصل والنقابة تدقّ ناقوس الخطر

بقلم مريم بالهادي

في تواصل لسياسة القمع والترهيب واعتماد سلطة قيس سعيّد لأسلوب تكميم الأفواه واستهداف الصحافيين والنشطاء، يواصل القضاء التونسي محاكماته للصحافيين واستهدافهم استنادا على المرسوم عدد 54 سيّء الذكر، وفي حلقة جديدة من سلسلة التشفي والتتبّع غير المفهوم للصحافي مراد الزغيدي أجّلت المحكمة اليوم استكمال التحقيق معه إلى موعد “لاحق”.
ويلاحق الزغيدي صحبة زميله الإعلامي برهان بسيّس بموجب قانون مكافحة الإرهاب وغسل الأموال في قضايا مالية يصفها المحامون بالتافهة.
وفي قضية أخرى أكد الصحافي بموقع “كشف ميديا” الهادي الرداوي يوم الأربعاء أنه فوجئ بإصدار حكم غيابي ضده بسبب قضية تعود إلى سنة 2018، وأوضح الرداوي أنه اعترض على الحكم وجرى تعيين جلسة له بعد شهر، متسائلا عن أسباب إصدار الأحكام الغيابية رغم أنّ عناوين بعض الذين حوكموا غيابيا معلومة لدى القضاء والجهات الأمنية.
ومنذ بداية الأسبوع عُرِض عدد من الصحافيين أمام القضاء منهم الصحافية شذى الحاج مبارك التي تُحاكم فيما يعرف بقضية “إنستناليغو”، ومثلت الحاج مبارك يوم الثلاثاء أمام الدائرة الثانية بالمحكمة الابتدائية بتونس في حالة إيداع بالسجن رغم ما تعانيه من تدهور صحّي، وتمسّكت الصحفية ببراءتها وأكدت أنّ كل عملها بشركة “إنستناليغو” كان ضمن ما يكفله القانون وأخلاقيات المهنة الصحافية. وقرّرت المحكمة تأجيل القضية إلى الرابع من فيفري المقبل للاستماع إلى مرافعة المحامين.
وكانت محكمة الاستئناف بتونس قد أصدرت الجمعة 24 جانفي 2025 حكما بالسجن 18 شهرا في حق المحامية والإعلامية سنية الدهماني على معنى المرسوم 54 الخاص بجرائم أنظمة المعلومات والاتصال. وفي هذا الصدد ندّدت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين بالحكم الصادر وبتمسّك القضاء التونسي بتفعيل هذا المرسوم رغم الاتفاق المجتمعي على الأضرار التي يخلّفها في حق حرية الصحافة والتعبير، ورغم تقديم عشرات أعضاء مجلس نواب الشعب مشروعا لتنقيحه مازال معطلا داخل أروقة مكتب مجلس نواب قيس سعيد دون أيّ تفسيرات أو تبريرات.
كما قررت محكمة الاستئناف بتونس الاثنين الماضي تأجيل النظر في ملف الصحافي خليفة القاسمي إلى تاريخ 24 فيفري. وكانت محكمة التعقيب قد نقضت حكما استئنافيا بالسجن في حق القاسمي صدر في 15 ماي 2023 بالسجن لمدة خمس سنوات.

محمد بوغلاب مهدّد بفقدان بصره في السجن

وبخصوص الصحافي المسجون محمد بوغلاب فالتخوفات تتزايد من إمكانية مضاعفات صحية قد تتسبّب في فقدانه البصر بسبب ما يعانيه في سجنه من سوء معاملة وحرمانه من الرعاية الطبية الضرورية.
يعاني بوغلاب من مرض السكري وهو البالغ من العمر 61 عاما، ويواجه داخل سجنه مشاكل خطيرة في بصره، إذ لا تتجاوز نسبة الإبصار في عينه اليمنى 1/10، فيما عينه اليسرى متضررة بشدة بسبب تراكم السكري، هذا فضلا عن معاناته من أوجاع البروستات وتثاقل ساقه اليمنى من الألم ما يعكس معاناته اليومية التي تتجاوز حدود الإنسان على التحمّل.

العمل الصحفي مهدّد والنقابة تدقّ ناقوس الخطر

وأعلنت نقابة الصحافيين التونسيين دقّ ناقوس الخطر إزاء هذه الأوضاع وتواتر المحاكمات والإحالات خارج إطار القانون المنظم لحرية الصحافة والطباعة والنشر والاعتماد على قوانين مثل المرسوم سيء الذكر وقانون مكافحة الإرهاب وغسل الأموال.
ونبّهت النقابة الرأي العام إلى خطورة الإحالات العدلية المسجّلة وتأثيراتها الخطيرة على العمل الصحفي وتحجيم دوره في معالجة قضايا الرأي العام، ومسؤوليته الرقابية على السياسات العمومية بما يعكس المسؤولية المجتمعية للصحافة، مجدّدة دعوتها الدولة والمحاكم لإيقاف كل التتبعات غير الدستورية خارج إطار القانون المنظم لقطاع الصحافة لكل الصحفيين والإعلاميين المحالين على معنى مضامين صحفية وإعلامية، وإطلاق سراحهم في أفق فتح صفحة جديدة في التعاطي مع قضايا الرأي تعوّض تجريم الصحفيين بنقاش عام ومفتوح وناجع وتشاركي حول كل القضايا التي تعني التونسيات والتونسيين في إطار التنوع والتعدد والرأي والرأي الآخر.

إلى الأعلى
×