الرئيسية / صوت الوطن / مالك شركة “ستيب” يصرّ على إذلال العمال
مالك شركة “ستيب” يصرّ على إذلال العمال

مالك شركة “ستيب” يصرّ على إذلال العمال

بقلم علي الجلولي

لا يزال الوضع في الشركة التونسية لصنع الإطارات المطاطية “ستيب” بمساكن يراوح مكانه في التوتر على خلفية إقدام مالك الشركة على الإيقاف عن العمل لثلاثة عمال من أعضاء النقابة الأساسية: محمد بوناب، كاتب عام النقابة، وسامي الحطماني وعزالدين الشطي، وذلك على خلفية تمسّكهم بدورهم النقابي الذي حازوا على أساسه ثقة زملائهم. وقد ردّت النقابة الفعل مباشرة بتنظيم إضراب عن العمل يوم 13 مارس والذي شارك فيه كل العمال دون استثناء، ولمّا لم تتفاعل إدارة الشركة مع مطلب العمال بعودة زملائهم، نظمت النقابة وقفات احتجاجية أمام مقر الاتحاد المحلي للشغل بمساكن ثمّ أمام المعتمدية، كما لوّح المجلس المحلي للشغل بتنظيم إضراب عام في معتمديتي مساكن وسيدي الهاني في شهر أفريل على أن يضبط التاريخ لاحقا، ثم قررت النقابة الإضراب يومي 7 و8 أفريل وقد أصدر الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة برقية الإضراب.
في الأثناء نشطت المساعي التفاوضية لحل الإشكال لذلك انعقدت جلسة يوم 28 مارس في مقر وزارة الشؤون الاجتماعية بحضور الوزير والمركزية النقابية والاتحاد الجهوي والممثل القانوني للشركة تمّ على أساسه الاتفاق على أنّ النقابيين الثلاثة هم في عطلة سنوية ينظر لاحقا في وضعيتهم التأديبية كما تمّ الاتفاق على عودة العمل بشكل عادي إثر عطلة العيد وصرف أجور العمال يوم 3 افريل. وتنعقد جلسة يوم 18 أفريل لمزيد النظر في الوضع في المؤسسة.
وعلى هذا الأساس أصدر الاتحاد الجهوي للشغل بلاغا لإلغاء الإضراب المبرمج يومي 7 و8 أفريل.
لكن بعودة العمال إثر عطلة العيد يوم 2 أفريل، فوجئوا بمنع العامل ثامر ابراهيم من الالتحاق بعمله بداعي “تعليمات من العرف” (!!!) ثم توجيه استجوابات له عن طريق عدل منفذ، ولمجموعة من العمال : محمد محجوب وسالم الحميدي وحاتم الكسراوي وصالح بوعزة وهشام قزقز ونجيب بن رجب وأحمد بوهلال… حول المشاركة في الاحتجاج الجماعي والمساهمة في تسميم المناخ الاجتماعي وتحريض العمال على الامتناع عن العمل، يضاف إلى العامل ثامر إبراهيم التصدي لركوب العمال حافلة المصنع (“براكاج”). وبطبيعة الحال فإن الخطوة القادمة ستكون العمل على فصلهم أو فصل البعض منهم باعتبارهم “عناصر مشاكسة “. وقد التفّ العمال بقوة حول زملائهم معلنين الاستعداد لممارسة كل الأشكال النضالية دفاعا عن الحق النقابي وعن كرامة العمل ورفضا لأساليب الوشاية والتقارير التي تذكرهم بتقارير الشعب المهنية البائدة.
هذا وقد تعهّد الطرف النقابي بضمّ ملف هؤلاء العمال وخاصة العامل الموقوف عن العمل ثامر إبراهيم إلى ملف زملائهم أعضاء النقابة من أجل عودتهم جميعا إلى سالف عملهم وإلغاء مجالس التأديب.
إنّ اليقظة ووحدة العمال وحدها التي ستفشل مساعي مالك الشركة من أجل تفكيك النضال العمالي وضرب الحق النقابي حتى يمكنه تمرير ما يريد من انتهاكات ومضاعفة الاستغلال لمضاعفة الأرباح على حساب الكادحين اللذين تقتلهم السموم التي يستنشقونها وأوضاع البؤس التي يعيشونها.

إلى الأعلى
×