في أحداث محكمة القصرين: عودة لتسلّط الداخلية على القضاء

على خلفيّة ما جدّ أمس الثلاثاء في محكمة القصرين على إثر محاكمة أخ الشهيد محمّد العمري،أصدر حزب العمّال البيان التالي:

حادثة القصرين عودة لتسلّط الداخلية على القضاء

في سابقة خطيرة وتُعيد إلى الأذهان صورة بوليس بن علي وهو يقتحم قاعات المحاكم ويختطف المحالين على القضاء، ويعطّل المرافعات ويعتدي على هيبة الدفاع والقضاء، حدث اليوم في القصرين شيء مشابه، وربّما أفظع. فأثناء التّرافع في قضيّة عصام العمري، شقيق شهيد تالة محمّد العمري، والذي وُجّهت له مثل عشرات من شباب الثورة، تهم “حرق مراكز أمن” في أحداث الثورة المجيدة، اقتحم مجموعة من أعوان البوليس قاعة المحكمة وبادروا باستفزاز الحاضرين والتطاول على المحامين (الأستاذ شرف الدين القلّيل) وتكسير آلة تصوير لأحد الصحفيّين (ربيع الغرسلّي)، اضافة الى الاعتداء بالعنف على بعض الحضور الذين نقل بعضهم لمستشفى القصرين .

إنّ حزب العمّال، إذ يعتبر أنّ هذه الحادثة هي ناقوس خطر على وضع الحريات، وخاصة على استقلاليّة القضاء، فإنّه :
– يعبّر عن تضامنه ووقوفه المبدئي إلى جانب عموم شباب الثورة والحراك الاجتماعي، ويدين محاكمات العار التي ليست سوى دفاعا عن النظام البائد الذي عوض أن يُحاكم جلادوه وقتلته يُحاكم أبناء الشعب على مشاركتهم في الثورة ضدّه .
– يعتبر أن صمت رئاسة المحكمة على بلطجة قوّات الامن وعربدتهم، هو نوع من عودة رضوخ القضاء للسلطة التنفيذيّة وأساسا لتدخّل وزارة الداخليّة .
– يدعو عموم الشعب إلى ضرورة اليقظة والتصدي لمخطّط تجريم الحراك الاجتماعي، كمقدّمة للإجهاز على المكاسب الضّئيلة للثورة .
– يدعو القوى التقدمية و المدنية لرصّ الصفوف ومزيد دعم وحدة النّضال وتجذير المقاومة للتصدي للالتفاف على الثورة واستكمال مسارها .

حزب العمّال

تونس في 27 ماي 2014