صوت الشعب صوت الحقيقة
تتواتر التّساؤلات حول تحرّكات دبلوماسيّة وعسكريّة غربيّة مؤخّرا بتونس، وفي الوقت الذي تكذّب فيه الحكومة أيّ تواجد عسكري غربي (حلف “الناتو”)، تتوالى التّصريحات من عديد الجهات، سياسيّة وإعلاميّة حول تأكيد مثل هذا التّواجد، خاصّة منذ تسارع وتيرة الاضطراب والتّوتّر الأمني بالمنطقة وما شهدته الجارة ليبيا من اندلاع لمواجهات واقتتال طيلة الأسبوع، خيّمت بظلالها على كامل دول الجوار.
عبور خمس بوارج بحرية تابعة لحلف الشمال الأطلسي صبيحة اليوم الخميس لميناء حلق الوادي ربّما قد يزيد مثل هذه التّساؤلات. وحسب بلاغ للقيادة البحرية لحلف الناتو، فإن وصول البوارج الخمس إلى تونس يدخل في إطار انتشارها بالبحر المتوسّط من أجل تحسين السلامة البحرية في المنطقة وتعزيز التواجد الدفاعي للحلف في البحر المتوسط.
وكان في استقبال البواخر القائد الأعلى المساعد للعمليات البحرية في حلف الشمال الأطلسي.
وسيلتقي القائد المشرف على البواخر عدد من المسؤولين التونسيين من بينهم نائب القائد الأعلى لجيش البحر، مثلما ورد بشمس أف أم.
فهل تحوّلت بلادنا ومجالها الحيوي لنقطة “ارتكاز” وتموقع استراتيجي لمخطّطات حلف شمال الأطلسي وللقوى الغربية التي تتدخّل باستمرار و”دون استئذان” في شؤون كلّ الدّول العربية وخاصّة التي تشهد مخاضا سياسيّا من أجل تغيير أنظمة الحكم وأشكالها لأكثر من ثلاث سنوات؟
رغم كلّ التّبريرات الرسمية حول الطّابع التبادل-خبراتي بين قوّات الناتو والأجهزة البحريّة الوطنيّة، فإنّ “تعزيز التّواجد الدّفاعي”، مثلما ورد في بلاغ قيادة بحريّة “الحلف” هو الأقرب للتّصديق.
