افتتاحيّة جريدة صوت الشّعب: العدد 152: “النّدوة الوطنيّة الثانية للجبهة الشّعبية: محطّة جديدة هامّة”:
تعقد الجبهة الشّعبيّة ندوتها الوطنيّة الثّانية في نهاية الأسبوع. ومن المنتظر أن تتناول في جدول أعمالها بعض القضايا الهامّة السّياسيّة والتّنظيمية استعدادا لمواجهة المرحلة القادمة التي ستشهد تنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية وفقا لما نصّ عليه الدستور.
لقد جاءت الجبهة الشعبية لتوحّد صفّ القوى الثّورية والدّيمقراطية والتّقدمية التي عانت من الانقسام والتشتّت لمدّة عقود من جهة ولتجذير المسار الثوري ولفّ الشعب التونسي حول البرنامج الذي يمكّنه من تحقيق آماله وطموحاته المهدّدة بالإجهاض من مختلف القوى الرّجعية من جهة ثانية.
وقد واجهت الجبهة الشعبية منذ تأسيسها ظروفا صعبة. ورزيت في اثنين من أبرز قادتها وهما الرفيقان شكري بلعيد ومحمد البراهمي اللذين اغتيلا على أيدي قوى الظلام ومناضلان من أنشط مناضليها وهما الرفيقان محمد بلمفتي ومجدي العجلاني اللّذان قتلا على أيدي البوليس.
ولكنّ الجبهة الشعبية قامت بواجبها خلال كلّ هذه الفترة وتصدّت بقوّة وشجاعة للمهام المطروحة عليها وساهمت بشكل فعّال ومن مواقع أماميّة في قطع الطريق، على الأقل مؤقتا، أمام المشروع “الإخواني” الظّلامي الذي أراد الاستبداد بشعبنا ومجتمعنا.
لقد أطاحت القوى الديمقراطية، وفي مقدمتها الجبهة الشعبية، وبفضل تعبئة جماهيرية غير مسبوقة في بلادنا، بدستور 1 جوان 2013 الذي أريد به التمهيد لقيام الاستبداد من جديد بعنوان ديني. كما أطاحت في بداية هذه السنة بحكومة علي العريض وفتحت من جديد باب الأمل أمام الشعب التونسي. وقد أكسب كلّ ذلك الجبهة الشعبية مصداقية كبيرة وجعلها تحتلّ مكانة بارزة في الحياة السياسيّة للبلاد وتحظى بثقة فئات واسعة من الشّعب التّونسي.
واليوم يطرح على الجبهة الشعبية أن لا تتوقّف عند حدّ ما وصلت إليه بل إنها مطالبة بقطع خطوة جديدة ونوعيّة على طريق تحوّلها إلى القوّة السّياسيّة الأولى في البلاد حتى يتسنّى لها أن تحقّق، بالشّعب ومع الشّعب، الأهداف التي ثار من أجلها وقطع الطّريق أمام القوى الرّجعيّة التي تريد الالتفاف عليها.
إنّ الندوة الوطنية هي الفرصة السانحة لكافة الجبهويات والجبهويين للتقييم والتخطيط للمضيّ قدما إلى الأمام. ولا نعتقد أنهم بما اكتسبوه من خبرة وبما يتحلّون به من مسؤوليّة تجاه شعبهم وبلدهم، سيتركون هذه الفرصة تمرّ دون استغلالها الاستغلال الجيّد لتدعيم وحدتهم وتوضيح رؤيتهم وضبط خطّتهم النّضالية لمواجهة المرحلة القادمة بكلّ ما تطرحه من مهام.
إنّ اهتمام فئات واسعة من الشعب سينصبّ في نهاية هذا الأسبوع على ندوة الجبهة الشعبية، وعلى ما ستقرّره وما ستقدّمه، ونحن واثقون بأنّ النّائبات والنوّاب الذين سيحضرون إلى هذه النّدوة لن يخيّبوا آمال شعبهم وقواعدهم، وسيكونون في مستوى الانتظارات.
فلنمض إلى الأمام بإرادة من فولاذ، ولنجعل من جبهة العمل والأمل القوّة السياسية الأولى بالبلاد كما حلم بها شكري والبراهمي.