على خلفيّة استضافة قناة نسمة لعناصر تنتمي لتيارات دينيّة ليبيّة متشدّدة، وما رافقها من استنكار واسع لدى الرّأي العام وخاصة على فضاءات التواصل الاجتماعي، وخاصة في ظلّ تنامي التهديدات الإرهابية في دواخل البلاد وعلى حدودها الجنوبيّة، وهو ما اعتبره بعض المتابعين كأنّه “تبييض” للإرهاب وللإرهابيّين ، أصدرت النقابة الوطنية للصحفيّين التونسيّين، تفاعلا مع ذلك، البيان التّالي:
بثت قناة نسمة التلفزيونية الخاصة، في سهرة الاثنين 04 أوت 2014 برنامجا حواريا استدعت له من ضمن ضيوفها ليبيين اثنين ينتميان إلى الجماعات الإسلامية المتطرفة وفتحت لهما المجال مطولا لبث الدعوات المباشرة للاقتتال والحرب والفتنة.
وقام الضيفان بالترويج للإرهاب و تبييضه في صيغة تحتوي على كثير من المغالطة واستبلاه للمشاهدين بعد أن أصبغت عليهما القناة صفة محللين سياسيين لتسهيل تقبل رسالتهما وتغليف الإرهاب بموضوعية كاذبة. وقد تعمدت القناة توجيه الحوار في اتجاه واحد داعم لمجموعات عبد الحكيم بلحاج وتنظيم القاعدة وأنصار الشريعة والمجموعات المقاتلة الى جانبهم ، حدث هذا رغم أن القناة المذكورة كانت حاضرة أثناء اللقاء الذي نظمته نقابة الصحفيين بحضور كافة وسائل الإعلام الوطنية وتم خلاله التأكيد على انخراط الإعلام بلا تردد في الحرب ضد الإرهاب إضافة إلى حصول إجماع داخل الأسرة الإعلامية كاملة على إن الإرهاب ليس وجهة نظر.
لقد سبق لقناة نسمة الانزلاق في انحرافات عديدة من برسيبوليس إلى بث حوار مع عبد الحكيم بلحاج وتمكينه من تلميع صورته وهو المشتبه فيه من قبل وزارة الداخلية التونسية بالتحضير لأعمال إرهابية في تونس وصولا إلى فتح إدارة تحريرها لأكثر العناصر إفسادا للمشهد الإعلامي زمن بن علي والذين وردت أسماؤهم مرارا في كل تقارير الفساد في وكالة الاتصال الخارجي.
وقد تعمدت القناة المذكورة إقصاء الصحفيين والمحللين ومقدمي البرامج المهنيين والمحترفين ، وهي لا تزال إلى اليوم ترفض أي دور للهياكل التعديلية ليتسنى لها ممارسة مهنة الإعلام دون ضوابط أو معايير.
إن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بناء على ما تقدم تعبر عن:
– إدانتها الشديدة لما حصل، وتدعو إدارة القناة المذكورة إلى تقديم اعتذاراتها للشعب التونسي.
– تدعو الهيئة المستقلة للاتصال السمعي البصري ” الهايكا” إلى تحمل مسؤولياتها واتخاذ الإجراءات اللازمة وفق ما تقتضيه المراسيم الصادرة في الغرض حرصا على سلامة المحتوى الإعلامي من شبهات الإرهاب المتداخل مع المال الفاسد الذي أصبح بارزا للعيان في بعض القنوات، ومراجعة ما تم بثه في قناة حنبعل أيضا بتاريخ 03 أوت 2014.
– تدعو الحكومة إلى تحمل مسؤولياتها في مجابهة محاولات تبييض الإرهاب والتصدي للأشخاص التونسيين والأجانب الذين يستعملون الأراضي التونسية للدفاع عن التنظيمات الإرهابية وتطالب النيابة العمومية بفتح تحقيق عاجل في الغرض.
– تدعو كل الشخصيات الوطنية وممثلي المجتمع المدني والأحزاب السياسية إلى اعتبار انخراط وسائل الإعلام في محاربة الإرهاب معيارا أساسيا في التعاطي معها، وتغليب المصلحة الوطنية على الظهور الإعلامي.
– دعوة الزملاء الصحفيين الذين ساهموا في إنتاج هذا البرنامج الحواري ودعوة مقدم البرنامج أمام لجنة أخلاقيات المهنة التابعة للنقابة.
وتذكر النقابة أنها بقدر استماتتها في الدفاع عن حرية الصحافة والراي والتعبير، فإنها لن تتخلى عن دورها الوطني في مجابهة الإرهاب بكل الوسائل، من الاحتجاج والتقاضي إلى التشهير بالضالعين في تبييضه، وطنيا ودوليا.
عن المكتب التنفيذي
الرئيس
ناجي البغوري