بقلم: حمة الهمامي النّاطق الرسمي باسم الجبهة الشعبيّة
قدّمت الجبهة الشعبية اليوم قائماتها في كافة الدوائر الانتخابية (33 دائرة) بالداخل والخارج واستلمت الوصول المتعلقة بها دون ملاحظات تذكر. وقد كانت هذه القائمات نتاجا لنقاشات مركزية مكثفة ومشاورات جهوية شاملة. ورغم التنوع الفكري والسياسي والتنظيمي (أحزاب ومنظمات ومستقلون) وجدّة العمل المشترك بين الجبهويين والجبهويات فقد كسبوا الرهان وانتصروا في الأخير لشهدائهم وشعبهم ووطنهم وحافظوا على وحدة صفهم وخابت أحلام خصومهم المريضة في رؤيتهم يتشتتون في أول امتحان سياسي انتخابي.
واليوم، وقد تم تقديم قائمات الجبهة فعلى كافة المناضلات والمناضلين أن يتجهوا وجهة واحدة، وبروح واحدة، نحو تحقيق الانتصار في الانتخابات القادمة. لا يوجد أي خيار آخر غير خيار الوحدة. ولا يوجد هدف آخر غير الانتصار. إن كل عضو من أية قائمة من قائمات الجبهة، أصلية كانت أم تكميلية، هو في آخر الأمر، مهما كانت رتبته في القائمة ومهما كانت المكونة الحزبية التي ينتمي إليها، ممثل كافة الجبهويين والجبهويات، وكل نجاح يحققه هو نجاح للجميع وكل عثرة تحصل له هي عثرة للجميع أيضا.
إن الآمال التي تغذيها الجبهة الشعبية تتجاوز حدود تونس، فهي تلهم الثوريين والديمقراطيين والتقدميين في الوطن العربي وفي العالم أيضا، وهو ما يزيد من حجم مسؤولية الجبهويات والجبهويين الذين يتحتم عليهم وعي دورهم القومي والأممي إلى جانب دورهم الوطني وإدراك أن كل خطوة يخطونها في الاتجاه الصحيح بقدر ما تربك أعداء الثورة في الداخل والخارج، تثلج صدر أحرار تونس والعالم.
فلنمض إلى الأمام مفعمين بالأمل، محافظين على وحدتنا، منشدين الانتصار، منتصرين على نوازعنا الذاتية، مكبرين تضحيات شعبنا، حافظين لدماء شهدائنا، وعلى رأسهم شكري، والبراهمي، وبلمفتي، والعجلاني، صامدين في وجه العواصف، مدركين مرامي أعداء الجبهة وخصومها، يقظين أمام كل محاولة للاندساس وتفريق الصفوف، فكلّ ما حققناه كان الفضل فيه لوحدتنا وما سنحققه لن يكون هو أيضا إلا بوحدتنا فلنحافظ عليها كما نحافظ على مآقينا ولندرك أن الانتخابات ليست هدفا في حد ذاتها بل هي معركة سياسية صلب مسار ثوري، كلّ أملنا أن يتوّج في أقرب وقت بتحقيق آمال شعبنا في الحرية والعدالة الاجتماعية.
أيها الجبهويون والجبهويات: مصيرنا بين أيدينا فعلينا أن لا نفرط فيه… ولن نفرط فيه. إننا مطالبون اليوم بمسك أيادي جماهير شعبنا المكتوية بحكم الترويكا بزعامة “حركة النهضة” والمتوجّسة من عودة الاستبداد النوفمبري الوقح، وببعث رسالة قوية إلى الرأي العام مفادها أن الجبهة الشعبية، جبهة الأمل والعمل، باتت مشروع حكم وحان الوقت لكي تنال ثقة الشعب..
إنني واثق بأن النصر سيكون حليفنا مهما كانت الآلام والمتاعب…
“إن ذا عصر ظلمة غير أني من وراء الظلام شمت صباحه”
عاشت الجبهة الشعبية…جبهة الشهداء…جبهة الأمل والعمل….