بمناسبة الذّكرى الرّابعة للثورة، أصدر حزب العمّال بيانا جاء فيه:
“يحْيِي شعبنا وقواه الثورية والتقدمية اليوم ذكرى مرور أربع سنوات على خلع الدكتاتور بن علي بعد ثورة شعبية انطلقت يوم 17 ديسمبر 2010 بسيدي بوزيد وشملت كل جهات البلاد والتحقت بها كل الفئات الثورية وعلى رأسها المحرومون والمهمشون ، كما شحذت همم الشعوب العربية وغيرها للانتفاض والثورة.
إن حزب العمال إذ يُحْيي مع جماهير الشعب التونسي هذه الذكرى العزيزة، وإذ ينحني أمام شهداء الثورة والوطن ومن سياسيين وفي مقدمتهم الرفيقين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، وأمنيّين وعسكريّين وجرحى الثورة، وإذ ينحني أمام تضحيات شعبنا وقواه الدّيمقراطية تحت نير الدكتاتورية في عهدي بورقيبة وبن علي من مختلف التّجارب والمشارب السياسية و الاجتماعية، فإنه:
– يعتبر ما تحقّق بعد أربعة سنوات هو دون ما يطمح إليه شعبنا ودون ما من أجله ثار، فالخيارات العامة للدولة ما زالت على حالها، بل إن أوضاع الشعب ازدادت سوء على مختلف الأصعدة خاصة المعيشيّة والاجتماعية .
– يعتبر أن المنجز الأساسي الذي تحقق إلى الآن هو الحرية السياسية التي تبقى بدورها مهدّدة سواء من الدولة، التي كثيرا ما حاولت تقليص مساحات الحرية خاصة في عهد الترويكا بقيادة النهضة ممّا خلّف عديد الضحايا (أحداث الرش بسليانة، سجن وتلفيق قضايا على خلفية الرأي…)، أو من المجموعات الإرهابية التي تبسط سيطرتها على أجزاء من تراب البلاد (الشعانبي…) والتي تشكّل تهديدا جدّيا لمكاسب شعبنا مدعومة في ذلك من جهات إقليمية ودولية بهدف إفشال المسار الثوري في تونس.
– يعتبر نتيجة الانتخابات العامّة الأخيرة لا تعكس تطلعات شعبنا في تصحيح المسار وتحقيق أهداف الثورة، فالرجعية بفصيليها، المنحدر من حزب الدستور أو حركة النهضة، لازالت تتربّع على مفاصل القرار التشريعي والتنفيذي بما يشكّل تهديدا جدّيا للمسار الثوري الذي تتعرّض أهمّ محاوره للتصفية، مثل العدالة الانتقالية ومراجعة منوال التنمية وتحقيق العدالة الاجتماعية ومكافحة الإرهاب…
– يدعو الشعب التونسي إلى مزيد الوحدة والنضال دفاعا عن استحقاقات الثورة ومواصلة التصدي لكل مظاهر الثورة المضادة لفرض خيارات شعبيّة ووطنيّة تقطع مع خيارات التفقير والتبعية والاستغلال، وللحيلولة دون الالتفاف على المكاسب المخضّبة بدماء الشهداء وتضحيات الأجيال، ومن جهة أخرى التصدي الشعبي للإرهاب والإرهابيين ومن يقف ورائهم محليا وإقليميا ودوليا.
– يعاهد الشعب التونسي وشهدائه الأبرار بمواصلة الكفاح حتى تحقيق أهداف الثورة ضمن الجبهة الشعبية التي انبعثت لهذا الغرض وقدّمت لأجله شهداء من قادتها.”
المجد للثورة، المجد للشّهداء.
تسقط الثورة المضادة.
حزب العمّـــــــــــال
تونس في 14 جانفي 2015