للجميع حساب ما يصفّيه مع الجبهة الشعبيّة حتى توفيق بن بريك!
توفيق بن بريك لا يشبه إلاّ نفسه، هذا لاشكّ فيه. لا يشبه إلاّ نفسه في كلّ شيء حتى في تعاطيه مع الشأن السياسي الوطني. لبن بريك أسلوبه الخاص. إنّه يريد أن يكون مختلفا عن الآخرين. له أدواته في بناء اختلافه منها الكرونيك أو الكاريكاتور الملفوظ ومنها نبر الكلام ومنها اعتماده الكامل على العاميّة التونسيّة المشقوقة بالفرنسيّة الأدبيّة (Le Français littéraire) ومنها المعجم الذي يثريه بالألفاظ البذيئة. هذا الأسلوب يمارسه بن بريك في كلّ المقامات دون حذر أحيانا ودون انتباه إلى الانحراف إلى حافّة مّا. المشكلة أنّ بن بريك في تدخّله على نسمة البارحة (ليلة 10 فيفري 2015) تعليقا على الأحداث الأخيرة التي شهدتها مناسبة إحياء الذكرى الثانية لاغتيال شكري لم يكن مختلفا كما كان يريد! فسقط في ترديد الموقف الذي ينشره خصوم الجبهة والحاقدون عليها، وهو يتمثّل في توهّم خلاف حادّ داخل الجبهة والانتصار فيه لزوجة الشهيد مقابل الهجوم على رفاقه وعلى جبهته. طبعا هذا الموقف لا يختلف عن موقف صاحب الميميْن (م م) ولا ننسى أنّ بريك ساند حزب م م وساند رئيسه في الرئاسيّة منذ الجولة الأولى بشكل مباشر على نسمة. هذه المرّة بن بريك لم يكن مختلفا كما يريد لأنّ في كلامه ما يبرّر موقفه المتهجّم على الجبهة، فقد اعترف بأنّ له حسابا يصفّيه مع حمّه لأنّه لا يردّ على اتّصالاته ولأنّه فقد صداقته الكبيرة معه. لسي بن بريك يقول الجبهويّون بصوت واحد: شكري بلعيد برومثيوس الجبهة الشعبيّة. ومحمد براهمي برومثيوس الجبهة الشعبيّة. وبسمة الخلفاوي بلعيد سيّدة الجبهة الشعبيّة ومباركة عوانيّة براهمي سيّدة الجبهة الشعبيّة وحمّه الهمّامي قائد الجبهة الشعبيّة. وزياد لخضر قائد الجبهة الشعبيّة. والجبهة سيقودها قادتها وسيّداتها مخفورة بأرواح شهدائها برمثيوسات الجبهة إلى حيث لا تريد أنت ومن دعمتهم. يا توفيق لم تخدم سلطة في حياتك، هكذا أعتقد. ولا يليق بك أن تفعل اليوم. فإن كنت لا تفعل فلا يليق بك أن تساهم في إشعال فتيل ذاو نحاول جميعا تطفئته حتى لا يعطّل مسيرة طرف وطني كبير كالجبهة الشعبيّة. وللجبهويّين أكرّر ما قلته في المتناقضات الماضية: احذروا النيران الصديقة..