الباحث السياسي مصطفى القلعي : الحزب الحاكم، على خطى بن علي، يعتبر المعارضة عدوّا لا شريكا

الحزب الحاكم اليوم في تونس منقاد بعمى كامل خلف حليفه النهضوي. لم يتّعظوا من بن علي الذي توهّم أنّه يحصّن نفسه من المعارضة الحقيقيّة بخلق معارضة كارطونيّة ديكوريّة، ولكنّها كانت أوّل من هرب بل أوّل من باعه لمّا زمجر الشعب التونسي غاضبا. الحزب الحاكم اليوم يكشف كلّ يوم عن نيّته في تحنيط المسار الديمقراطي بما يسهّل له استتباب أمور الحكم. يتصوّر النداء الحاكم أنّ حلفاء الحكومة سيسهّلون عليه حكم السنوات الخمس. وهو يعتقد أنّ ذلك لن يتسنّى له إلاّ بتحييد الجبهة الشعبيّة وتقليم أظفارها عبر عقد شبكة من التحالفات الرئيسيّة والفرعيّة تكون الجبهة خارجها جميعا مثلما يحدث في لجنة الماليّة بمجلس نوّاب الشعب. الحزب الحاكم يعتبر أنّ المعارضة الحقيقيّة عدوّ ولذلك وجب إفراغ خانة المعارضة من ممثّلها الحقيقي ألا وهو الجبهة وملئها بمعارضة شكليّة موالية. على الجبهويّين أن يتقّظوا وأن يتأكّدوا من أنّ الهجوم على الجبهة قصد إضعافها وتفتيت عقدها لن يتوقّف، وأنّ ما حصل أثناء إحياء ذكرى الشهيد شكري بلعيد بقيادة م م وما سيتلو هو داخل في خطّة ممنهجة لها هدف واحد يستهدف التخلّص من الجبهة الشعبيّة. الجبهة تدفع ثمن مواقفها الانتخابيّة وموقفها من تشكيل الحكومة وبرامجها الاقتصاديّة والاجتماعيّة المختلفة. الحزب الحاكم سيواجه قنبلة موقوتة قوامها أكثر من ¼ سكّان تونس من الفقراء (حوالي 3 مليون فقير)، كما أقرّ بذلك اليوم وزير الشؤون الاجتماعيّة. ثورة الفقراء هذه يخشى الحزب الحاكم أن تقودها الجبهة الشعبيّة، ويخشى أن تقف الجبهة سندا للفقراء أمام مخطّطات التفقير والتجويع المملاة إذا ترأّست لجنة الماليّة. للجبهة أسودها ورجالها.. وللعمالة بيادقها.. المعركة مستمرّة ونحن لها.. تحيا الجبهة الشعبيّة..