يلقي التحرك التركي داخل الأراضي السورية الضوء على العديد من القضايا داخل سورية وتوغل الجيش التركي نحو 30 كيلومترا في الأراضي السورية في أول عملية من نوعها لنقل رفات الزعيم العثماني.
تطور جديد على المشهد في سوريا التي لا تنفك فيها المفاجآت تتوالى واحدة تلو الأخرى من الحرب الطاحنة وظهور “داعش” والتدخل الدولي إلى ما أعلنه رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن بلاده قامت بعملية عسكرية داخل الأراضي السورية والسبب كان وفق تعبيره هو إجلاء نحو 40 جنديا كانوا يحرسون ضريح سليمان شاه جد السلطان عثمان الأول مؤسس الإمبراطوية العثمانية ونقل رفاته. أما المسافة فقدرت بنحو 35 كيلو مترا، من داخل مدينة عين العرب وصولا إلى الضريح.
وخلال العملية استخدمت عشرات المدرعات والدبابات ومئات الجند إضافة لمروحيات وطائرات من دون طيار.
يتسائل البعض ماذا يفعل جنود أتراك داخل دولة أخرى ذات سيادة ولو أنها خسرت كثيرا منها حتى الآن ولماذا الآن.
القصة أن لتركيا قطعة أرض داخل الأراضي السورية تبلغ مساحتها مئات الأمتار المربعة بموجب اتفاقية أبرمت مع فرنسا عام 1921 عندما كانت سوريا تخضع للانتداب الفرنسي.
تكتمل القصة ربما برفع الجيش التركي لعلمه على سارية شبه عملاقة في منطقة آشمة السورية على تخوم مدينة عين العرب.
دمشق التي وصفت العملية بالعدوان السافر يبدو أنها تدرس خياراتها بعدما فقدت حدودها منعتها، فانتشر “داعش” على أرضها ومقاتلات التحالف في سمائها.
بعض المراقبين لا يفصل التحرك التركي عن الاتفاقية الموقعة مؤخرا بين أنقرة وواشنطن لتدريب وتسليح ما أسموه بالمعارضة السورية المعتدلة متسائلين عن حجمها.
فقد اختير 1200 شخص كي يشاركوا ببرنامج التدريب تحت قيادة قوات أمريكية في قواعد تنتشر في كل من تركيا والأردن وقطر والسعودية والهدف طبعا حسب قولهم محاربة ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية.