خميّس كسيلة و خالد شوكات يستعدّان لخدمة سيّدهما الجديد المهدي جمعة و بالطبع أوّل خدمة هي جر البلاد إلى أزمة وهميّة جديدة من خلال خلق حالة من الفوضى و الفراغ السّياسيين عبر تخريب حزب نداء تونس. لست ممن يدافعون عن النّداء و اعتبره يمثّل دليلا عن حاكميّة المال و الإعلام التي تضرّ بالوطن ولكن في المقابل لا أريد أن يفهم النّاس أن ما يجري في حزب النّداء هو مجرّد أزمة داخليّة، إنّها المقدّمة الإعلامية الضرورية للترحيب بالمنقذ الجديد مهدي جمعة. قسيلة يقوم بنفس الخدمة التي قدّمها للباجي سنة 2012 حين غادر التّكتل و هاجم حكومة الجبالي وقتها وفتح باب التّجارة الحزبيّة. خالد شوكات قام بنفس العمل حين تنقّل من حزب لاخر مهمّته هي استغلال بعض العبارات السفسطائية و ما يراه البعض بلاغة و معرفة ليسوّق لمن يدفع أكثر. هذا الثّنائي يقود اليوم جوقة الفرقة العازفة لعودة المهدي جمعة في صورة المنقذ للبلاد تماما بنفس سيناريو نشأة النّداء في 2012
هذين ألنائبين يمثّلان الصورة الواضحة لفساد جزء هام من السّياسيين الذين ينتمون لخندق العمالة و الخدمة تحت الطلب التي تؤبّد حاكميّة المال و الإعلام طبعا مدعومة ببعض الأبواق المحسوبة على النخب المثقّفة التي تحوّلت بمحض الأرصدة البنكيّة إلى مجرّد علب طلاء جاهزة لتبييض سريع و مجفف لا يترك أثرا لكلّ من يدفع أو كلّ من تضعه دوائر الاحتكار المالي و القرار الاستعماري على قائمة المرشحين للخدمة كما هو حال المهدي جمعة. اعتقد أنّ النّداء سيلقى نفس مصير التّكتل و البديل هو الحزب القادم لمهدي جمعة و الذي ستكون حركة أفاق العمود الفقري له و سيكون هذا الجزب حزاء من المشهد السياسي و الاطراف الحاكمة منذ البداية حتى يسهل تقديمة كبديل للنّداء عند أول منعطف سياسي وسيكون بديل مرن وسلس نظرا لكون علاقته بحركة النهضة أقل توتّرا و تعقيدا و نظرا لكونهما يخضعان لنفس خارطة العمل التي ترسمها أمريكا لذلك تتصرّف اليوم حركة النهضة منطق الحياد واللامبالاة إزاء الأزمة التي تعصف بالحزب الشريك أو لنقل حصان طروادة الذي أعادها للحكم. حكم سوف تبقى فيه مقابل حرق الحصان الذي أكمل وظيفته و لعلّه أدى لها أفضل خدمة في الملف الليبي حين أقدمت الدبلوماسية التونسية على الاعتراف بحكومتين في ليبيا و خروجها من مسرح الاحداث لتترك المجال أم المناورات الدولية التي يمثّل الأخوان المسلمون جزءا منها هذا بالإضافة إلى تحويل السخط الشعبي الذي كان موجّها نحوها إلىخبية أمل في حزب النّداء ومسح آثار الفشل الذي رافق سنوات حكمها الثّلاث. من جهة أخرى تبقى كل القضايا الشعبية والملفّات الحارقة مجرّد مادّة للاستهلاك الإعلامي تعمل الطغمة المالية واللوبي الإعلامي ( الذين يمثّلان حاكميّة العمالة و افساد و الاستغلال) على مزيد تعميقها بهدف إبعاد القوى الشبيعة الحية عن المشهد السّياسي عبر الاغراق الإعلامي والقهر المعيشي للمواطن. لذلك فانّ أزمة حزب النّداء ليست مجرّد اختلافات ذاخليّة أو صراع خطوط داخل حزب بل هيّ المقدّمة الضرورية لإعادة هيلكة المشهد الإعلامي بتوليفة أخرى عجيبة تقيم الدليل على أن مصير الشعب التونسي صار مقدّرا بما تتفتّق به قريحة العاملين مختبرات أجهزة الاستخبار الدولية و صالونات السّفارات الاستعمارية ولعلّ أهم هدف تتفقّ حولة جميع هذه اقوى هو إعادة رسم خارطة تمركز قوى الحاكميّة العميلة بهدف الاجهاض النّهائي على كل ممكنات النّضال الاجتماعي والمحافظة فقط على نبية مجتمع مدني ليبرالي يمثّل جزءا ضروريا من نموذج الدول القادمة في المنطقة بعد إنهاء حظيرة التخريب الجارية حاليّا من المنطقة. إذن ما يحدث هذه الأيّام هي عمليّة دعشنة سوفت إو لنقل هي “الخطّة ب” في برنامج القوى الاستعمار
بقلم السياسي والباحث التونسي: رضوان نجاحي