الجبهة الشعبيّة هي خط الصدّ الأوّل ضدّ الإرهاب، دفعت غاليا ثمن مواجهتها المبكّرة للإرهاب يوم كان السبسي في الحكم وإبّان مغادرته وتسليم مفاتيح القصبة للنهضة وقرطاج للمرزوقي. لم تناور الجبهة ولم تجامل ولم تلِن ولم تهادن، كان صوت زعمائها قويّا. وكان شكري نبراسا لم تحترمه الترويكا بل حرّضت على دمه. كلّ من ساروا في مسيرة “كلّنا باردو” جاءوا متأخّرين ولم يلتحقوا بركب الجبهة الشعبيّة لمّا حذّرت وكشفت عن الرعب القادم من السواد المتدثّر برداء الغنوشي. نحن لا يمكن أن نشارك في مسيرة نشتمّ من ورائها رغبة في المحو المقصود والالتباس المتعمّد ومنح صكّ الغفران بدلا من القضاء وخارج إطار العدالة الانتقاليّة. الجبهة الشعبيّة لا يمكن أن تسير مع البحيري والغنوشي ولعريّض والبنّاني والهاروني وجماعة الحراك في نفس المسيرة قبل أن يثبت القضاء براءتهم. والمقارنة بين الحوار الوطني الذي شاركت فيه الجبهة مع النهضة ومسيرة باردو التي لم تشارك فيها الجبهة لا تجوز لأنّ الحوار الوطني كانت الغاية منه تخليص تونس من حكم الترويكا بينما مشاركة النهضة في مسيرة باردو مريبة لاسيما أنّ نداء تونس منذ أشهر قليلة كان في نفس المكان يرفع شعارات معادية للنهضة ومتّهمة إيّاها بالتورّط في الإرهاب.. وفي النهاية “الجبهة الشعبيّة كلّها باردو”..
(مصطفى القلعي)