كتب المربّي والجامعي والمؤرّخ عميرة عليّة الصغيّر على صفحته:
“ساندت وعلى قناعة نضالات الأساتذة من أجل مطالبهم، ساندتهم وعلى قناعة و بواجب وليست منّة منّي. والآن دعنا كمواطنين وكرجال تعليم نتصارح. أنا من جيل درّس في السّتينات الابتدائي وفي السبعينات التعليم الثانوي والعالي…أطفال تونس في تلك السنوات كانت قدراتهم الذهنية عادية وذكاؤهم لا أزيد ولا أقل عن أطفال التسعينات والحاليّين منهم …ورغم ذلك كانت نسبة كبيرة من التلامذة تستوعب الدرس ولم تكن هنالك دروسا خصوصية إلاّ النادر…ما الذي جرى حتى تصبح الدروس الخصوصية القاعدة تقريبا، وحتى في مادة الرّياضة والتربية الدينية والمدنية؟ هل الجيلين الأخيرين هبطت معدّلات ذكائهم ليعجزوا عن استيعاب درس في الفرنسية أو الرّياضيات يقوم به معلّم أو أستاذ بشروط المهنة؟… الذي تغيّر، أعرف تدهور القدرة الشرائية ووضع المدارس والمعاهد، لكن الذي تدهور أكثر هو” الضمير المهني” …عند الكثيرين…منذ الابتدائي عقلية الاسترزاق والتكسّب وابتزاز الأولياء أضحت متفشية، في المدن خاصة، ولا مراقب ولا مجيب…” تشلّك التعليم العمومي” وأصبحت المدارس والمعاهد سوق ودلاّل…وأخرجنا أجيالا فارغة ومهيّأة لتكون دواعش ومنحرفين…لا أقبل التعلاّت والأعذار …من يريد أن يشتغل يشتغل…الزيادات في الأجرة يستحقها المعلّمون والأساتذة أصحاب الضمائر ويستحقون التقدير والتبجيل، والبقية عليهم أن يراجعوا أنفسهم ويجب على الدولة أن تتحرّك…للمشكّكين في شخصي عليهم أن يسألوا تلامذتي سابقا وطلبتي حالياّ..”
عميره عليّه الصغيّر
-16 سنة تعليم ثانوي
-18 سنة تعليم عالي
– في نقابة التعليم العالي