“يا فتاتي”
أغسيلها
لم يعد حبّي الذي أعبده يوجد فيها
لم تعد لي دمعة أذرفها كي تمسحيها
ربّما كانت الفرصة أحلى ما تكون
عندما كنت أطّن الحب أقوى
من الجنون
فإذا حبي رماد
وإذا حبي إحترق
مهذب السبوعي 29 أفريل 2010
“لا يستلزم الألم البكاء والحسرة واللّوعة، بل يستوجب الضحك والهزأ والسخرية، هو ضحك على الحياة من الحياة وبالحياة”
————————————————
عرفت مهذب السبوعي وهو “طفل” يريد ان يتجاوز بقوة سنه البيولوجي ليكون شابا يدافع عن افكاره و افكارنا التي مازالت تتبلور .
جاء من المزونة و بالضبط ومن” القزقازية” ليواصل دراسته في المعهد الثانوي بالمكناسي ، شانه شأن ابناء المزونة و الغريس و الكرمة ومنزل بوزيان و المالوسي .
كان معهد المكناسي وقتها يعرف حراكا حقيقيا تيارات سياسية تتبلور و تبحث لها عن موقع من خلال النقاشات في مسائل أكبر بكثير من سننا و عمرنا ، وكان يشارك في ذلك و يحرص ان يتم مده بالكتب المتوفرة و مناقشتها سواء في ” زيتون الوحدة” أو في منزل سعيد العليبي او في منزلنا .
كانت الابتسامة لا تفارقه يناقش و هو يضحك و كان صاحب نكتة ، يستغل أي فرصة ليقص نوادر ابناء عمومته في القزقازية …أو نوادر صديقه اللدود ” محمد الصالح بوحاجب”
كبر مهذب وكبرت احلامه واختار شعبة الفلسفة بعد الباكلوريا ثم عاد الى المعهد الثانوي كاستاذ فلسفة ، كنا عندما نلتقي في بعض المناسبات يذكرني بكتاب جورج بوليتزار ” ما الفلسفة” وهو من الكتب التي كنا نتداولها بقوة في المراحل الاولى لنفهم المادية الجدلية .
وجودي في العاصمة ووجوده هو في المكناسي ثم صفاقس ثم مرضه جعل اللقاءات معه نادرة لكن كنا عندما نلتقي لا يكف عن الضحك و”التنكيت” رغم مرضه و المه
في آخر حديث اجريته معه قبل وفاته و نشرته في صحيفة ” الوطن” قال ما يعبر عن علاقة الالم بالضحك:”لا يستلزم الألم البكاء والحسرة واللّوعة، بل يستوجب الضحك والهزأ والسخرية، هو ضحك على الحياة من الحياة وبالحياة”