ثمّة كثير من الصحافيّون شرفاء، يتحرًّوْن في الخبر، لأن الخبر مقدّس، مثلما تعلّموا ذلك في أوّل درس من دروس الصّحافة، ومثلما تعلّموا في حياتهم أنّ الصّدق صدق، وأنّ الكذب كذب، وأنّ الكذب أقذر ما يمكن أن يتّهم به إنسان. ناهيك أنّ في بلد مثل “السّويد” ظلّ “الكذب” جريمة يعاقب عليها القانون حتّى بدايات القرن العشرين.
ولكن ثمّة أشباه صحافيّين، لا يكفي أنّهم يكذبون، ولكنّهم يصرّون على الكذب، وهو ما يعني أنّ لا أخلاق لهم. ومن هؤلاء “الحبيب الميساوي”، صحافي ب”الشروق”، الذي روّج أنّ الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبيّة الرفيق حمه الهمامي قد التقى منصف المرزوقي وسهام بنسدرين للحديث عن انتخابات مبكّرة.
ورغم أنّ الجبهة الشعبيّة كذّبت رسميّا هذا الزّعم، فإنّه أصرّ على الكذب، مدّعيا أنّ له مصادره التي يثق بها. فلو كان هذا “الميساوي” حسن النيّة لاعتذر حين قدّمت الجبهة الشعبيّة تفنيدا رسميا لهذا الخبر، ولكن بما أنّ سوء النيّة هو الذي يقوده، فقد أصرّ على الكذب.
لقد أصبح “السّر الصحفي” في مثل هذا المجال وسيلة للتّغطية على الكذب، لا وسيلة لحماية مصادر الخبر…والواقع أنّ الكذب في بعض وسائل الإعلام التونسيّة أصبح تجارة رائجة، مثلما أكّدته النقابة الوطنيّة للصحفيّين في أحد ندواتها.
نحن نتحدّى الحبيب الميساوي أن ينشر أو أن يطلب من مصدره هذا أن يكشف نفسه، خصوصا أنّ الأمر لا يتعلّق ب”سرّ من أسرار” أمن الدّولة، بل بلقاء سياسي مزعوم مع منصف المرزوقي وسهام بن سدرين.
بقلم المناضل: شريف خرايفي