سوسة, 1 سبتمبر 2015, ساحة باب بحر, الساعة الخامسة والنصف مساء..
عربتان قاتمتي اللون للبوليس و عدد كبير من الأعوان بالزي المدني و الرسمي وعشرات من المناضلين من المجتمع المدني و السياسي جاءوا لوقفة احتجاجية دعت لها التنسيقية الجهوية لحملة مانيش مسامح بسوسة عبر الفايسبوك ضد قانون السبسي سيئ الذكر. كانت الوقفة مبرمجة ابتداء من الساعة السادسة مساء, قبيل ذلك الموعد بدأ البوليس يعتقل عددا من الشباب المتواجد بالساحة لبث البلبلة بين رفاق الثورة المستمرة رغم أنف شيوخ العمالة و الالتفاف, و بعد الهرسلة و العنف اللفظي في منطقة شرطة باب بحر يطلق البوليس سراح بعضهم ويتحفظ على أحد المحرضين ليطلق سراحه في وقت متأخر, البوليس يضايق كل من يريد الالتحاق بالمتظاهرين في الساحة, يفرقهم باللمز والهمز و التخويف وأخيرا ضاق صبر بوليس السبسي وانهال بالدفع والترهيب وبالعنف اللفظي المعهود عليه و لاحق المتظاهرين أمام المسرح البلدي بسوسة حيث أرادو التجمع كرة أخرى.
إن الفرز اليوم في تونس سيكون على قاعدة الانحياز لمصالح الجماهير المفقرة و الكادحة و على قاعدة التمسك بالكسب الوحيد للمسار الثوري و هو حرية التعبير و التظاهر الذي أضحى مهددا. إن النضال ضد قانون السبسي ما هو إلا البداية في المواجهة التي ستكون معلنة بين حكومة البرجوازية الكبيرة المعادية للشعب وبين القوى المدنية والسياسية المناهضة لخياراتها اللاشعبية وعمالتها للدوائر المالية العالمية. إن اسقاط هذا القانون سيكون انطلاقة جديدة للمسار الثوري وإن تمريره سيكون بمثابة المسمار الأخير في نعش الثورة المغدورة.. فإلى الامام
زياد بن عبد الجليل