مثّل ملتقى أدب السجون الذّي نظمه صالون الربيع الأدبي بقصيبة المديوني أيام 7 و8 ماي موزعا بين دار الثقافة قصيبة المديوني ومقر الاتحاد العام التونسي للشغل بالمنستير، حدثا ثقافيا جمع التاريخ والأدب والعذابات، ولمّ شمل من لم يخطر ببالهم أن يتجمعوا في فضاء واحد سنوات القمع والجمر إلاّ في فضاء “لاريا” بأحد السجون المزروعة كالحاويات في الأزقّة ببلادي.
جمّع نصوصا وأجيالا وتجارب استلّت خيط الضوء من رحم العتمة حيث حوّلت عذاباتها وآلامها إلى اعمال فنّية على درجة عالية من الجودة والجمالية سواء كانت شعرا أو رواية او سيرة ذاتيةة.
موضوع الملتقى كان “أدب السجون” وهو موضوع جرئ قلّ ما يطرق في الساحة الثقافية إلا من بعض الجمعيات ذات الصبغة الحزبية أو خلال أنشطة ذات بعد سياسي .أما عن صالون الربيع الثقافي فقد تعامل مع المعطى من جانب ثقافي بحت.حيث برمج أربع فقرات واضحة المعالم .الأولى كانت معرضا للكتب السجنية خصصها أساسا للروايات و الدواوين الشعرية لسجناء سياسيين حوّلوا تجربتهم المريرة إلى أعمال إبداعية .أما الفقرة الثانية فكانت ندوة علمية ترأسها الدكتور عبد الجليل بوقرة و كان عنوانها “أدب السجون : شهادة على النضال بين التأريخ والإبداع” . و قد شارك في هذه الندوة كل من: الدكتور شكري المبخوت في تقديم لديوان الشهيد الشاعر شكري بالعيد والأستاذ حميد عبايدية في مداخلة بعنوان ” الجمالية في أدب السجون “. أما المداخلة الثالثة فقد كانت من نصيب الأستاذ فتحي بالحاج يحيى وهي بعنوان “أسبقيّة المَغْنى على المَعْنى” في أدب السجون ” المتدخّل الرابع كان الأستاذ “محمد الصالح فليس في مداخلة قيمة بعنوان “العزل واحة إبداع رغم العذابات” ليترك المنبر في الأخير للناشط في المجتمع المدني السيد مرتضى العبيدي في مداخلة بعنوان “أدب السجون : الكتابة ضدّ النسيان”
مع نهاية الندوة العلمية انطلقت الحفلة الفنّية لمجموعة البحث الموسيقية التي أدت أجمل أغانيها مع تفاعل واضح من الجمهور
اليوم الثاني كان في الاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير حيث تمّت الصبوحة الأدبية الفنّية “أنين الأقبية” و التي انطلقت بمداخلة للأستاذ الهادي الغيلوفي بعنوان ” التاريخ الشفوي في تونس صوت السجناء السياسيين تلتها مداخلة ثانية للأستاذ عبد الجبار المدوري قدّم فيها روايته “الليالي السود” التي صدرت مؤخرا.
يذكر أن الشاعر كمال حمدي ترأس الجلسة الادبيةالصباحية و التي شهدت كذلك أمسية شعرية جمعت كل من الشعراء : سمير طعم الله و عمار العربي الزمزمي و محمد أمين بن علي و محمد ناجح الطرابلسي وعبد اللطيف عمري و علي السعيدي وبسمة الحذيري مع مرافقة غنائية للفنانة “سلاف الذهيبي “
يذكر انه تم افتتاح الملتقى بحضور المندوبة الجهوية للثقافة السيدة هالة بن سعّد و السيدة بدور ضميد معتمد مدينة قصيبة المديوني و بحضور ممثل خاص للامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل السيّد فتحي الدبك .و قد ثمّن الجميع الملتقى و أكدوا على ضرورة تشجيع مثل هذه الأنشطة الثقافية التي تجعل من الثقافة شريكا في البناء و عنصر دافع إلى الأمام من أجل غد أفضل لهذا الوطن الحبيب .
تحية شكر و تقدير لصالون الربيع الثقافي الذي اختار نهجا صعبا في النشاط مع تمنياتنا أن يجد الدعم الكافي كي يواصل مسيرته في العمل الجدي و الهادف .
صوت الشعب