حول “لعبة” تبادل الأدوار في تنفيذ القرارات الحكوميّة أو الدّفاع عنها والدّفع ببعض الوزراء المحسوبين على “المعارضة” في حين يتخفّى وزراء الأحزاب الحاكمة، كتب القيادي بحزب العمّال علي البعزاوي على صفحته ما يلي:
“تتبلور أهم القرارات داخل قصر قرطاج من طرف رئيس الدولة الذي يستانس بآراء مستشاريه ويستشير أن لزم الأمر صديقه راشد الغنوشي قبل أن يمرّر الموقف/القرار إلى رئيس الحكومة الذي يمرّره بدوره إلى أعضاء الحكومة كل حسب اختصاصه.
الوزراء المحسوبين على المعارضة (البريكي-الدهماني- بالطيب- بن غربية…) يلعبون دور الخاطبة أي إقناع الأطراف المعنية سواء الاتحاد العام التونسي للشغل أو أي طرف سياسي اجتماعي مدني بوجاهة موقف الحكومة. وهم قادرون على ذلك لأنهم تربّوا في المنظمات ويحذقون التفاوض وقادرون على الاقناع.وللتاكيد على هذا الدور نلاحظ ان الوفد الحكومي المكلف بالنقاش مع الاتحاد العام التونسي للشغل حول ملف الزيادة في الأجور يتشكل من عبيد البريكي ومحمد الطرابلسي ومهدي بن غربية الى جانب وزراء من الائتلاف طبعا.
أمّا النقاشات في الفضائيات والاذاعات فياثثها اياد الدهماني (حضر في شريط الانباء للتوضيح والاجابة على الأسئلة) ومهدي بن غربية وعبيد البريكي الحاضران في كل الملفات.
دور هؤلاء إذا هو تمرير موقف الحكومة وإرباك الطرف المقابل وكسب الرأي العام على أساس أن هؤلاء هم أبناء الاتحاد العام التونسي للشغل ومعارضون ويعرفون الحقيقة …كما أن دورهم يتمثّل في إرباك الطرف النقابي وإحراجه باستعمال نفس آلياته ومنطقه، أي “المصلحة الوطنية” و”الظرف الدقيق الذي تمرّ به البلاد” وغيرها من باقي الإسطوانات المشروخة التي تخفي طبيعة وحقيقة اختيارات ائتلاف صندوق النقد الدولي.. أمّا وزراء الأحزاب الكبيرة فيديرون الصراع من خلف السّتار وعن بعد ولا يتورّطون في الحوارات المباشرة حتى لا يمجهم التونسيّون”.