الذي لا يعرفه أحد
أمّي أرملة حزينة
تبكي طوال اللّيل مع إخوتي الصّغار
وأبي كان إسكافيّا
يرتق كلّ أحذية العالم
ثمّ يعود آخر اليوم حافيا إلى كوخنا الصّغير.
كلّ مساء
أجلس في باحة المقهى الفقير
أضع صورة أبي الوحيدة على الكرسيّ المقابل
وأطلبُ له شايًا بالنّعناع
ثمّ أتلهّى بمراقبة الإسفلت المُحفّر
حيث يتعثّر المارّة عادةً
في طريق عودتهم من حظائر البناء
ومصانع الصّابون البعيدة.
ها أنتم تعرفون الآن
كلّ ليلة
ألفّ كشكولي حول عنقي
وأخرج مع عمّال النّظافة الأبرياء
لأجوب الشّوارع الباردة
وأنظّف حفر الإسفلت من عثراتكم
لعلّني أجد مسمارا صغيرا
سقط من أحد أحذيتكم اللاّمعة
فقط
مسمارا صغيرا
كي أعلّق صورة أبي !
(صوت الشعب: العدد 225 // الحميس 22 ديسمبر 2016)