“الحياة تطول او تقصر، تلك امور نسبية، المهم ما يتركه الإنسان من أثر” و”من تكلم خان”
بهذه القناعة الراسخة بأن لاقيمة للوجود دون حرية واجه الشهيد نبيل البركاتي جلاديه في غرفة الاحتجاز بمركز الأمن بقعفور.
مارسوا عليه شتى أنواع التعذيب وأبشعها.
اقتلعوا أظافره وأضراسه بوحشية حتى ينتزعوا منه اعترافا لكنه انتصر عليهم بصموده وإيمانه بقضية شعبه وانحيازه الواعي للمفقرين والمظطهدين من أبناء شعبه وبوفائه للفكرة التي جمعته برفاقه.
فكان إعترافه الوحيد أن “من تكلم خان”. فأدرك جلادوه أن تعذيبهم له لن يجدي نفعا وأن وضع رصاصة في رأسه قد تنهي شعورهم بالهزيمة أمام صلابة إرادته وصموده ووعيه الراسخ أن الحرية دونها الموت وأن حياته ستكون أطول من حياة جلاديه. وهو اليوم يقف، داخل قاعة الجلسة، شامخا بعد مرور ثلاثين سنة على استشهاده يسائل جلاديه ويقاضيهم ويقدم للتونسيين وللإنسانية درسا في النضال والوقوف وجه كل أشكال الظلم والاستبداد والقهر.
أثبت رمز الحرية والكرامة الوطنية وجهة النظر التي تقاسمها مع رفاقه وانحيازهم لشعبهم وأكد أن” الصراع الإخواني-الدستوري لا مصلحة للشعب فيه”.
اليوم، الرابع من جويلية 2018، مثل الجلاد أمام الدائرة القضائية المتخصصة بالمحكمة الابتدائية بالكاف التي باشرت النظر في قضية اغتيال نبيل البركاتي وسط حضور كثيف لرفاق الشهيد ولمحامين تجندوا من أجل كشف الحقيقة كل الحقيقة.
لطفي الوافي