انطلق منذ 17 جوان2019 اضراب جوع “أين حقّي في الحياة؟ ” تخوضه المناضلتان سنية الجبالي و بسمة المحمودي بمساندة المناضل أنيس المباركي الذي يعتصم مع رفيقتيه في النضال داخل مقرّ الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان بالعاصمة.
سنية الجبالي خاضت سابقا سنة 2012 تجربة اضراب الجوع حين اطردت من عملها بإحدى الشركات بالمنطقة الصناعية بفوشانة ببن عروس على خلفيّة نضالها النقابي وانتهت التجربة بانتصار مشرّف لسنية الجبالي وزميلاتها وزملائها الذين آزروها وضربوا معا مثلا في التّضامن العمالي رغم أن سنية لم تعد الى عملها ولكنها ساهمت في اعادة الكثيرين الى مواطن عملهم وبقيت منذ ذلك الوقت الى الان ضحية للتعطيل عن العمل ولسلوك الاقصاء والتهميش المتعمّد رغم عديد الوعود التي لم تتحقّق من طرف السلط الجهوية والمحلية بتوفير شغل لائق لها يضمن كرامتها و يساعدها على توفير مصاريف العلاج الباهظة لها ولعائلتها، اذ ان جميعهم مصابون بمرض الابطن وهو مرض نادر وخطير يستدعي حمية خاصة ومصاريف كثيرة لا تقدر المضربة سنية الجبالي على توفيرها خاصة وأن التعامل مع ملفّها لم يتم بالجديّة اللازمة، رغم أن لها الاولويّة في الانتداب في الوظيفة العمومية علاوة على امكانيّة تشغيلها في القطاع الخاص الذي اطردت منه تعسّفا.
بسمة المحمودي هي ايضا ضحيّة الفقر والبطالة والتهميش، فهي المتحصّلة على شهادتها العليا في الحقوق منذ 10 سنوات والتي تعيش رفقة أختها المعطّلة عن العمل أيضا ظروفا اجتماعية صعبة بفقدانهما للعائلة و لأي مصدر رزق يمكنهما من العيش الكريم أمام تجاهل السلطة لحالتهما و لحقّ بسمة في عمل لائق وحياة كريمة لها ولشقيقتها.
يساند سنية الجبالي وبسمة المحمودي في اضرابهما المناضل أنيس المباركي الذي مازال بدوره يعاني من التّهميش والاقصاء والبطالة باعتباره من المفروزين امنيا الذين تصرّ السلطة على تجاهل حقوقهم في التشغيل والحياة.
اضراب جوع “أين حقّي في الحياة؟” يرفع مطلب المكفول دستوريا والحقّ في العلاج وفي العيش الكريم وفي الحصول على كافّة الحقوق التي يضمنها الدستور التونسي للمواطنات والمواطنين، وهو أيضا يرفع شعارات الثّورة و مطالبها في الشغل والحرية والكرامة…
أكثر من أسبوع يمرّ وليس هناك من حلول جديّة تطرح لحلّ هذه القضيّة واضراب الجوع مستمرّ رغم أنه يعرّض حياة المضربتين الى الخطر ويهدّد بشكل خاص حياة سنية الجبالي باعتبار حالتها الصحية الحرجة. والجدير بالذكر هنا أن لجنة مساندة اضراب جوع “اين حقّي في الحياة؟” تستعدّ لتصعيد تحرّكاتها النضالية أمام ما يلقاه الاضراب من دعم مدني وسياسي وحقوقي واسع وأمام خطر الموت الذي يؤكّده الأطباء والذي قد يجعل من سنية الجبالي ضحية جديدة لخيارات الأحزاب الحاكمة وفشل الحكومة في توفير مقوّمات العيش الكريم لمواطنيها.
انّ السلط المعنية مطالبة بتحمّل مسؤوليتها لتجنّب ما لا تحمد عقباه. اضراب جوع “أين حقّي في الحياة؟” محطّة نضالية جديدة ترفع سقف التحدي وتضع الاصبع على موطن الداء اليوم: أين نحن من القوانين والوعود التي تطلق جزافا؟ وأيّ حقّ للمعطلين عن العمل وللمفروزين أمنيّا واجتماعيّا في ظلّ التوجّهات والخيارات السياسية والاقتصادية القائمة؟ المعركة اليوم معركة حياة أو موت وستكشف لنا الأيام القليلة القادمة عن مآل هذا المعركة المصيريّة.
ضحى قلالي