دخل عمال شركة سامسونغ إلكترونيكس (Samsung Electronics) في إضراب مفتوح منذ يوم الإربعاء 10 جويلية 2024 على خلفية المطالبة بالترفيع في الأجور والزيادة في عدد أيام الراحة وتحسين ظروف العمل.
ويأتي هذا التصعيد الذي دعت إليه النقابة الوطنية لسامسونغ إلكترونيكس ردا على ما اعتبره العمال تجاهلا لمطالبهم من قبل إدارة الشركة حيث سبقته عدة خطوات احتجاجية. فقد قام العمال بما أسموه “إضراب شبح” عبر إيداع العديد من الإجازات خلال شهر جويلية و إضراب عام بثلاثة أيام شارك فيه أكثر من 6000 عاملة و عامل. يعتبر هذا الإضراب نجاحا باهرا بالنسبة لنقابة حديثة العهد حيث منع مجمع سامسونغ تكوين النقابات إلى حدود سنة 2010 مستعملا أعنف الطرق في ظل دولة عرفت بقمعها للفكر الماركسي ومنعها للأحزاب الشيوعية (التعبيرات السياسية للطبقة العاملة).
وأمام هذا الصمود العمالي تقدمت الشركة بمقترح زيادة في الأجر بـ5.1% فقط. هذا المقترح، رفضه العمال لأن المطالب تتعلق أيضا بتحسين ظروف العمل حيث أكدت النقابة أن بعض الفرق مجبرة على العمل لمدة 68 ساعة اسبوعيا بدل من 52 الساعة القانونية ويجبر البعض الآخر على العمل ستة أيام في الاسبوع علما وأن الشركة قد أقدمت السنة الماضية على حذف منح الأداء (primes de performance) متعللة بصعوبات مالية إلا أن أربحها التشغيلية (bénéfices d’exploitation) تضاعفت خمس عشرة مرة في ظرف سنة واحدة نتيجة لمجهودات العمال.
هذا الإضراب يعدّ أيضا مصدر قلق للبورجوازية العالمية فتأثيره كبير على الإنتاجية العالمية نظرا لأهمية منتوجات الشركة فبالإضافة إلى الهواتف واللوحات الإلكترونية وبقية المنتجات الإلكترونية تعتبر سامسونغ أهم مزود في السوق العالمية للشرائح الإلكترونية والبطاريات والعديد من المكونات الإلكترونية الأخرى المهمة في سلسة القيمة (chaîne de valeur ) العالمية. مكانة إحتلتها بفضل المهارة العالية لعمالها.