بقلم جابر سليمان
الإهداء…
إلى من رفع وسط الجموع قبضته، إلى من كان نصير العامل ورفيقه، إلى آخر من ينام، إلى من نام طويلا، إلى من غاب عنا ولم يغب فينا، إلى الرفاق الشهداء، إلى الرفيق نبيل البركاتي، إلى الرفيق الطاهر الهمامي، إلى الرفيقة فاطمة ريتا، إلى الرفيق برهان القاسمي… إلى كل الأسماء التي تسبقها كلمة رفيق، إلى رفاق الأمس، إلى رفاق اليوم والغد… أهديكم… 38 شمعة تنير ذكراكم، 38 شمعة تنير درب النضال والتضحية، أهديكم 38 سنة من مسيرة اتحاد الشباب الشيوعي التونسي الصامد الثابت المناضل.
تلثموا بالنضال حيثما وطئت أقدامهم، ورفعت الأعلام الحمراء حيثما توحّد شملهم، وزال الصمت حين حلّت أصواتهم، وارتفعت الكلمات حيثما فكرت عقولهم. هم شباب لا يُخطئهم التاريخ، الذين تعرف الأرض وقع خطواتهم وتعرف الساحات صدى أصواتهم، وتعرف قضبان السجون قسوة أياديهم. هم أبناء مدرسة، ولكن ليست أيّ مدرسة. هم أبناء مدرسة النضال، التي أرهقت الجلادين وأعيتهم. أبناء مدرسة نسبية الحياة وأهمية الفعل والأثر. هم أبناء مدرسة “من تكلم خان” ومدرسة الصمود حتى الموت.
شبيبة منحازة للفقراء والكادحين، للعمال وقلوبهم تتوهج بنار الوعي الثوري. وسط الكتب ذات الأغلفة الحمراء، اكتشفوا فعلهم وبلوروا رؤاهم: “التاريخ لا يتوقف، وعجلة التغيير يمكن أن تتحرك للأمام”. وفهموا أن مقاومة الظلم والتحريض والتآمر على الأسياد هو ما يمنحهم معنى في هذه الحياة.
هم شبيبة لا يحتاجون إلى تعريف، لأنهم يعرفون جيدًا أين يبدأ الفعل وأين ينتهي. هم شبيبة يحملون اسمًا وملامح تميّزهم في كل مكان هم شبيبة لهم عنوان اسمه “اتحاد الشباب الشيوعي التونسي” عنوان واسم اقترن بالنضالية والصمود، لم يغب عن الساحات، عن الكليات، عن المعاهد والأحياء، عنوان تعرفه غرف التعذيب والإيقاف، عنوان تعرفه قاعات المحاكم التونسية، عنوان طويل النفس متجذّر في واقعه بين المسحوقين بين المناضلين بين أحضان حزبه، أي أمله ومستقبله…
38 سنة تمرّ على تأسيس مدرسة النضال كما هي معروفة في الوسط الشبابي والسياسي، 38 سنة على ميلاد المنظمة الشبابية لحزب العمال، 38 سنة هي عمر مسيرة اتحاد الشباب الشيوعي التونسي الذي أعلن عن تأسيسه يومي 16 و17 نوفمبر سنة 1986، 38 سنة يحييها اتحاد الشباب الشيوعي التونسي وفي رصيده مشوار من النضالية والكفاحية، مقاوما لدكتاتوريات الأمس فاتحا عينيه على دكتاتورية اليوم، 38 سنة يحييها اتحاد الشباب الشيوعي التونسي، وهو يحمل في طياته أسماء رفاقه الذين مرّوا به، أسماء شهدائه الذين خضّبت أرواحهم الوطن، الذين ارتقوا شهداء على مذبح الحرية، وأسماء مناضلين مقاومين عرفتهم ساحات النضال، من أولئك الذين ظلوا مستمرين في مسيرتهم الثورية دون كلل أو ملل، الذين، رغم ما مرّ من سنوات، ظلوا متمسكين بنفس نهج النضال، يرفعون رايات الحق والحقيقة في وجه القمع والظلم، الذين ضحوا بحياتهم في سبيل تونس الحرة، تونس التي لا تقبل أن تكون تحت رحمة الطغاة، أولئك الذين تستمر مسيرتهم بعد أن اختبرتهم سنوات النضال، رغم التحديات والآلام، حتى لو كانت رؤوسهم قد شابها الزمن، الذين حملوا المشعل وساروا به عبر الأزمنة أحياء في ذاكرة اتحادهم، في حروف تاريخه، وفي ضمير كل من يؤمن بالثورة والتحرير.
اتحاد الشباب… شعلة النضال في وجه الاستبداد
هي أشهر قليلة فقط بعد إعلان تأسيس حزب العمال الشيوعي التونسي في 3 جانفي 1986، على يد مجموعة من المناضلين الذين اختاروا طريق المقاومة والتغيير، إذ كان هذا الإعلان تتويجا لمسيرة طويلة من الكفاح السياسي والنضالي، بدأتها تلك القوى في إطار منظمة العامل التونسي. ولتتبع تلك الخطوة التاريخية، وبعد بضعة أشهر، جاء الإعلان عن تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي، الذي كان هو الآخر تتويجا لسنوات من النضال والمراكمات الفكرية والسياسية داخل الوسط الشبابي. كان اتحاد الشباب الشيوعي التونسي آنذاك محطة متقدمة بكل جدية في مسيرة النضال الشبابي ضد منظومة بورقيبة الديكتاتورية التي شاخت والتي أخذت ترتبك أمام كل المظاهرات والتحركات والمواقف السياسية التي عبّر فيها الشباب عن رفضه القاطع لمنظومة الاستبداد البورقيبي وفي ظل كل هذه الأحداث والأوضاع المتحركة كان إعلان تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي بكل ما يحمله من أفكار ورؤى نتاجا طبيعيا لمسيرة نضال عميقة ممّا جعل منه سريعا رمزا للطموحات الثورية ووسيلة لدى الشباب لتحقيق التحرر من هيمنة نظام مستبد يجثو على صدور الشعب.
وما ميّز تأسيس اتحاد الشباب في تلك الفترة هو ارتباطه الوثيق بمسار النضال السياسي التي قاده حزب العمال، فاتحاد الشباب كان جزءًا لا يتجزأ من هذه المسيرة، وكان أداة رئيسية في توجيه النضال الشبابي نحو التغيير الجذري، ممّا جعل منه إحدى الدعائم الأساسية في الساحة السياسية التونسية، وأصبح له دور محوري في صياغة وعي الشبيبة وتوجيهها نحو معركة الحريات والعدالة الاجتماعية. فمنذ تأسيسه، حمل اتحاد الشباب الشيوعي التونسي راية النضال في قلب المعركة ضد الاستبداد، منذ تأسيسه، اختار اتحاد الشباب الشيوعي التونسي أن يكون على خط النار في معركة الحرية والكرامة وكان في الصدارة حيث يتقاطع مع الشباب، في الأحياء الفقيرة، في المدارس، في الجامعات، وحتى في صفوف العاطلين عن العمل الذين لم يكن لهم صوت في وجه النظام. فانطلق ليكون صوتًا للشباب المهمش، ليحمل قضاياهم وهمومهم، ولينظمهم في معركة ضد ظلم النظام البورقيبي الذي أمعن في إذلالهم. لم يكن اتحاد الشباب مجرد فصيل حزبي أو تجمع سياسي، بل كان مدرسة للنضال. وحتى بانتصاب نظام بن علي بعد انقلابه على السلطة، كان اتحاد الشباب هو الهدف الأول للأجهزة الأمنية. لم يكن القمع الجديد إلا تجديدًا لسياسات بورقيبة، بشراسة أكبر فأوّل إنجازات النظام آنذاك هو شن حملات اعتقال واسعة ضد شبيبة اتحاد الشباب، إلا أن كل محاولات النظام للحد من تأثيره كانت فاشلة فما كانت الاعتقالات التي طالت المناضلين لا تزيدهم إلا قوة.
ورغم أن القمع شمل في تلك الحقبة الجميع، ومع أن الشباب كان يواجه بن علي على جبهات متعددة، إلا أن هناك من كانت معاناتهم أكثر عمقًا، لا لشيء إلا لأنهم حملوا حلمًا أكبر من سجونهم، حلما كان يثير غضب النظام ومن بينهم كان الرفيق الفقيد برهان القاسمي، الذي لم يتجاوز سن الـ16 عاما حينما اعتقل، وسجن وهو لا يزال تلميذا في بداية طريقه.
على مدار السنوات، تواصلت موجات القمع، ولعل أبرزها محاكمات 1986 و1987 في قفصة وسيدي بوزيد وقابس. كان الشباب حينها يشتعلون في الأحياء، يهتفون ضد الظلم الذي يتغلغل في كل شبر من البلاد، ثم جاءت سنوات 1994 و1995، عندما شن النظام حملة اعتقالات على طلبة كلية الآداب برقادة ، حيث كانت الجدران تهمس بالأنين من وطأة القمع. كانت محاكمات الطلبة في تلك الفترة محاولة أخرى لكسر روح المقاومة، ولكن اتحاد الشباب الشيوعي التونسي لم ينكسر، بل خرج من كل تجربة قمعية أكثر قوة وأشد إصرارا على النضال.
ومع بداية الأحداث في ديسمبر 2010، كان اتحاد الشباب الشيوعي التونسي في صدارة المواجهات مع قوات الأمن، حيث كان الشارع التونسي يغلي من غضب الشعب الذي كان يرى أمامه فرصته التاريخية لإسقاط نظام بن علي. منذ اللحظات الأولى للثورة، تحرك حزب العمال واتحاده بسرعة، واندفع مناضلوه إلى الشوارع مع بقية أبناء الشعب ليكونوا في مقدمة الصفوف، وفي مواجهة مباشرة مع الأجهزة الأمنية التي كانت تسعى بشتى الوسائل لوقف هذه الحركة الثورية. الطلبة، التلاميذ، والعمال كانوا يتحدون أمام الرصاص والغازات المسيلة للدموع، نظموا الاحتجاجات ورفعوا شعارات الشغل والحرية والكرامة، مدفوعين بالإيمان العميق بأن هذه اللحظة هي لحظة التغيير الحقيقي.
اتحاد الشباب… نضال سياسي وثقافي
إن اتحاد الشباب الشيوعي التونسي، منذ نشأته كان حاملًا لمشروع تغيير يتعدّى حدود السياسة في الشارع ليطال جوانب الحياة الاجتماعية والثقافية في البلاد. في هذا السياق، كانت الساحة الطلابية تمثل إحدى أبرز ميادين نضاله، حيث كان اتحاد الشباب قوة محورية في تحرير الحركة الطلابية من قبضة المنظومة الحاكمة في فترة حكم بورقيبة ثم بن علي. لم يكن الاتحاد مجرد فصيل طلابي عابر، بل كان ركيزة أساسية في مسيرة استقلالية الاتحاد العام لطلبة تونس، تلك المنظمة التي دافع الاتحاد عن حقها في الاستقلالية السياسية والتنظيمية، بعيدًا عن هيمنة النظام القائم.
في تلك الفترة، كانت الجامعات والمعاهد التونسية تموج بحركات احتجاجية ضد سياسات الحكومة، وكانت المسيرات الطلابية والمظاهرات السياسية جزءا من الصورة اليومية. لم يكن اتحاد الشباب الشيوعي التونسي مجرد مشارك في هذه التحركات، بل كان رائدًا لها، يقود المظاهرات والاعتصامات، ويحدد الهدف بوضوح ألا وهو إسقاط النظام النوفمبري وتحقيق التغيير الجذري.
لكن النضال الطلابي لم يكن مقتصرًا فقط على التحركات وخوض النضالات بل كان اتحاد الشباب الشيوعي التونسي أيضًا في طليعة صياغة الشعارات السياسية للمنظمة والتي عكست مبادئ الاستقلالية ورفض لهيمنة السلطة على الحياة الجامعية. كان اتحاد الشباب، من خلال انخراطه العميق في الحراك الطلابي، يقف في وجه محاولات السلطة لتدجين الحركة الطلابية، وكان شعار الاستقلالية للمنظمة هو أحد أبرز الركائز السياسية التي ناضل من أجلها، مدافعًا عن حق الطلبة في تشكيل آرائهم ومواقفهم بكل حرية.
وإذا كان اتحاد الشباب يساهم بشكل أساسي في التنظيم السياسي للحركة الطلابية، فإنه لم يقتصر على ذلك بل كان له دور ثقافي، فقد كان يشجع على تنظيم الندوات الفكرية وحلقات النقاش التي تناولت القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية الملحة، من أجل بناء الوعي الثوري لدى الشبيبة والناشئة، وتعميق فهمهم لأسباب الاضطهاد والاستغلال الذي تعيشه البلاد. وقد كان حريصًا على توجيه طاقات الشباب في اتجاهات نضالية وفكرية ثورية، ليس فقط للتصدي للسلطة، بل لتحفيزهم على التفكير النقدي والمشاركة الفاعلة في إعادة بناء المجتمع التونسي على الشاكلة الصحيحة.
كما كان لاتحاد الشباب دور في الحركة التلمذية حيث لم تكن الحركة التلمذية مجرد احتكاك سطحي مع النظام، بل كانت بمثابة قلب نابض في صراع طويل الأمد ضد القمع. وكان اتحاد الشباب الشيوعي التونسي هو المحرك الأساسي لهذه الحركة، حيث كان يشجّع على الاعتصامات، ويدفع بالتلاميذ إلى النزول إلى الشوارع للمطالبة بحقوقهم. ففي سنوات الجمر من حكم بورقيبة، وسنوات الاستبداد من عهد بن علي، كانت الحركة التلمذية تقاوم بشجاعة، رغم التضييق والملاحقات الأمنية التي كانت تُلاحق المناضلين في كل مكان.
كذلك لعب اتحاد الشباب دورا بارزا في نوادي السينما، حيث حرص على المشاركة الفاعلة في هذه الفضاءات الثقافية بهدف إثراء النقاشات، وتحفيز الشباب على الانخراط في العمل السياسي، وتحفيز الوعي الثوري في أوساطهم.
في نفس الفترة كانت فيها الثقافة تحت وطأة الرقابة الشديدة، وكانت السينما واحدًا من المجالات التي حاول النظام أن يضيق عليها، كانت نوادي السينما بمثابة منافذ للتنفس الفكري والثقافي. كان الحضور في هذه النوادي بمثابة نضال ثقافي بحد ذاته، حيث كانت تتم مناقشة الأفلام التي تتناول قضايا اجتماعية وسياسية، وتفتح النقاش حول قضايا هامة. وكان اتحاد الشباب يشارك في هذه الفضاءات الثقافية لا من أجل عرض أفكاره، بل ليؤثث النقاشات ويحركها، ليقودها في الاتجاه الذي يعزز الوعي السياسي لدى الشباب.
إن تواجد مناضلي اتحاد الشباب في نوادي السينما لم يكن محصورا فقط في حضور العروض، بل كان الحضور يتجاوز ذلك إلى التفاعل مع الأفلام من خلال النقاشات الفكرية بعد العرض. كان مناضلو الاتحاد يقدمون مداخلات فكرية تثير الأسئلة وتطرح الحلول البديلة للمشاكل السياسية والاجتماعية المطروحة، كان الهدف من ذلك ليس فقط مشاهدة الأفلام، بل جعلها أداة للتثقيف الثوري، ووسيلة لفهم الواقع السياسي بشكل أعمق وأكثر شمولية.
أخيرا…
في خضم تاريخ طويل من النضال، كان اتحاد الشباب الشيوعي التونسي قدوة حية للأجيال، ومثالا حيا للروح الثورية التي لا تهاب التحديات. 38 سنة مضت على تأسيس هذه المنظمة، كانت مليئة بالدماء والآلام والتضحيات، ولكنها أيضًا كانت مليئة بالأمل والأحلام التي لم تخمد أبدًا في قلب كل من انتمى لهذه المدرسة العظيمة. هذا الاتحاد، الذي لم يكن مجرد فصيل سياسي، بل كان بمثابة شعلة تنير طريق الشباب التونسي في مواجهة الاستبداد والطغيان، يظل مرجعية في الصمود والمقاومة، وراية للحق في وجه الظلم.
إنه اتحادنا ارتبط اسمه منذ تأسيسه بمسيرة شعبية طويلة من النضال ضد الهيمنة السياسية والاقتصادية، واحتلال العقل والروح، كما ارتبط بكل محطات الأمل والألم، في لحظات الثورة، وفي فترات الخوف، وفي ساعات الشك، كان شباب اتحاد الشباب الشيوعي التونسي يحملون على عاتقهم أحلام الناس البسطاء، وكانوا الصوت الذي لا يُسكت في وجه القمع، سواء في الزنازين أو في الشوارع المظلمة. لم يكن التحدي يومًا قاسيًا فقط في المعارك السياسية، بل كان في تجاوز الرقابة الفكرية والثقافية التي كانت تحاول أن تسلب الروح من الناس، وتغلق أمامهم أبواب التفكير الحر. في طليعة الحركة الطلابية والتلمذية، كان اتحاد الشباب الشيوعي التونسي يرسم ملامح المستقبل، ويزرع وعيًا ثوريًا بين جدران الجامعات والمعاهد.
لكن، لم يكن هذا النضال محصورًا في معارك الشارع أو الاحتجاجات الشعبية فحسب، بل امتد إلى عمق الفكر والثقافة، فبين الكتب المترعة بالأفكار الثورية، وبين أفلام السينما التي كانت تفتح أبواب النقاش حول واقع البلاد، كان الاتحاد حاضراً، رافعا شعاراته في كل زاوية، محرضًا الشباب على الانخراط في معركة الوعي، وعلى تحديد مصيرهم بأنفسهم. ولقد أظهر التاريخ مرارًا أن هذه المنظمة الشبابية لم تكل أو تمل، حتى في مواجهة أكبر أشكال القمع، كان الأمل يرافقهم مثل ظلهم، كما كانت تضحياتهم تزداد بريقًا مع مرور الزمن، ليظل هذا التاريخ نابضًا في قلب الشعب التونسي، ويظل اتحاد الشباب الشيوعي التونسي رمزًا للوحدة والنضال ضد القمع.
إن ذكرى تأسيس الاتحاد اليوم، بعد 38 عامًا، تذكرنا بأن النضال لا يقتصر على لحظة معينة أو حدث عابر، بل هو مسيرة مستمرة، لا يوقفها الزمن ولا تقف أمامها المحن. إنها دعوة لنا جميعًا لنظل صامدين في مواجهة كل من يحاول أن يسرق منا حقوقنا وحرياتنا وأحلامنا. اليوم، ونحن نحيي ذكرى هذه المسيرة النضالية، لا بد من أن نعي تمامًا أن شباب الأمس هم شباب اليوم والغد، يحملون مشعل الثورة، لا من أجل النضال فقط، بل من أجل إعلاء قيم الحرية والكرامة، التي لا تتجزأ عن مسيرة هذه المنظمة العظيمة.
وفي النهاية، لن ننسى أولئك الذين دفعوا حياتهم ثمناً لتظل هذه الشعلة متقدة، أولئك الذين صمدوا في الزنازين، أولئك الذين قدموا أرواحهم من أجل تونس حرة.
إن اتحاد الشباب الشيوعي التونسي، في ذكرى تأسيسه، ليس مجرد ذكرى عابرة، بل هو تجسيد لوعي سياسي مستمر لدى الشباب، وهو تذكير دائم بأن النضال لا يتوقف، وأن الثورة حقيقة لابد منها.