يحيي الشعب التونسي مع حرائر العالم وأحراره اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وقد ارتبط هذا اليوم تاريخيا بالمظلمة الكبرى التي سُلّطت على الشعب الفلسطيني من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تصرّفت في أرضه دون حقّ وأصدرت يوم 29 نوفمبر 1947 قرارا يقضي بتقسيم فلسطين بين أهلها ومغتصبيها الصّهاينة. وهو ما شرّع لإعلان قيام دولة الاحتلال الصهيوني يوم 15 ماي 1948. لقد تمّ كل ذلك بإشراف الدول والمؤسسات الامبريالية التي رعت المشروع الصهيوني وسلّحت حركته بكل الأدوات لاغتصاب الأرض وطرد السكان الأصليين وبعث الدولة المارقة التي تمارس كل أشكال العربدة والإرهاب بتواطؤ مفضوح من أنظمة العمالة والعار في المنطقة.
وتأتي ذكرى هذه السنة وحرب الإبادة الوحشية التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس قد تجاوزت العام إلى جانب العدوان الغاشم على الشعب اللبناني الذي لم تتردد مقاومته الباسلة في الانخراط في المعركة إسنادا لغزة وفلسطين. وقد كان العالم ولا يزال شاهدا على أبشع الجرائم المرتكبة والتي تُنقل تفاصيلها على الشاشات وعبر وسائل التواصل الاجتماعي مباشرة في تحدّ سافر للضمير العالمي ولمختلف الأعراف والقوانين بما فيها التي صاغتها الدول الامبريالية الكبرى والمؤسسات الأممية الواقعة تحت تأثيرها وسيطرتها والتي تستعملها لتمرير مواقفها وسياساتها.
إن حزب العمال الذي ينتصر لفلسطين ولبنان شعبا وقضية ومقاومة، إذ ينحني أمام الصمود الأسطوري والملحمي للشعبين المقاتلين اللذين أفشلا كل المخطّطات الصهيو-امبريالية-رجعية في المنطقة وألحقا بالمعتدين خسائر فادحة، وإذ يفخر بكل الشهداء وعلى رأسهم القادة العظام، الذين استشهدوا في هذه المعركة دفاعا عن الحرية والكرامة والاستقلال، وإذ يسجّل بكل أسف ضعف حركة الإسناد الشعبي في تونس وفي الوطن العربي الذي تمرّ شعوبه بأوضاع صعبة جعلتها تعجز أحيانا حتى عن الدفاع عن أبسط حقوقها في وجه أنظمة رجعية، مستبدة، عميلة وغاشمة، فإنه:
- يدعو الشعب التونسي وقواه الوطنية والتقدمية إلى تفعيل كافة أشكال التضامن والإسناد التي تفرضها المعركة وهول جرائم التقتيل والتجويع والتعطيش كما يدعوها إلى التنبّه إلى خطورة دفع الاستيطان إلى أقصاه في الضفة الغربية والقدس مع عودة المجرم ترامب صاحب مشروع صفقة القرن.
- يدعو الجماهير والقوى التقدمية في الوطن العربي إلى الانتباه واليقظة للسيناريوهات التي تعدّها الإمبريالية والتي تتجه إلى مزيد العسكرة والتصادم بين مختلف الدول والأقطاب الامبريالية والذي لن يكون إلا على حساب الشعوب وخاصة في منطقتنا.
- يتوجّه بكل آيات الإكبار للمقاومة اللبنانية التي فرضت على العدوّ وداعمه الأمريكي الغربي الهدنة بعد عجزه عن تحقيق أهدافه الأساسية رغم هول التضحيات، كما ينحني إجلالا لغزة الأبيّة التي تواصل المقاومة والصمود لمدة تفوق الأربعة عشر شهرا.
- يؤكّد أهمية الإدانة الصادرة عن محكمة الجنايات الدولية ضدّ مجرمي الحرب نتنياهو ووزير حربه السابق ويدعو إلى بذل الجهد من أجل فرض تطبيق هذا الحكم كما يدعو إلى مواصلة الجهد من أجل توسيع الإدانة لتشمل رموز الفاشية الصهيونية المتورطين في القتل والتحريض على إبادة الشعب الفلسطيني علاوة على مجرمي الحرب في الإدارة الأمريكية وعلى رأسهم الدموي جو بايدن ووزيري حربه وخارجيته.
- يجدد إدانته لمواقف الخيانة والغدر والتورّط المباشر في العدوان من قبل أنظمة العمالة والتطبيع في المنطقة، كما يجدد إدانته لنظام قيس سعيّد في تونس الذي لم يقدّم لفلسطين ولبنان سوى الخطب الإنشائية في الوقت الذي رفض فيه عمليا حتى مجرّد النظر في مشروع قانون لتجريم التطبيع مع العدو الصهيوني.
النصر لفلسطين ولبنان
العزة للمقاومة
المجد والخلود للشهداء
حزب العمال
تونس، في 29 نوفمبر 2024