“ولا بدّ للّيلِ أنْ يَنجَلي
ولا بدّ للقيْدِ أن ينْكَسرْ”
بعد قرابة 16 شهرا من حرب الإبادة التي يرتكبها الكيان النّازي الغاصب على غزّة الأبيّة من جهة وقرابة 16 شهرا أيضا من المقاومة والصّمود الأسطوريين من قبل الشّعب الفلسطينيّ من جهة ثانية
يتمّ اليوم أو غدا توقيع وقف إطلاق النّار بين الكيان والمقاومة.
قبل قرابة 16 شهرا الماضية حدّد الكيان وعلى رأسه الدمويّ البغيض، “النّاتن ياهو”، بأنّه لن يوقف العدوان قبل “القضاء على المقاومة وتحرير الرهائن”.
بعد قرابة الـ 16 شهرا هذه يوقّع الكيان الاتّفاق مع المقاومة، وعلى رأسها “حماس”، التي وعد بالقضاء عليها. كما أنّه يوقّع على تحرير المئات من الأسرى الفلسطينيّين، جُدُدا وقُدمَاء، مقابل الحصول على عشرات من رهائنه بين أحياء وجثث لم ينجح طوال هذا الوقت في تحديد أماكنهم وحتّى من قضى منهم نحبه فهو قاتله.
فشل الكيان في تحقيق الهدفين الرئيسيّين اللّذين رسمهما لحربه الإباديّة. كما فشل في حرب التّهجير التي كانت تتخلّل كلّ أعماله الهمجيّة ضدّ كافّة مظاهر الحياة في غزّة.
ثلاثة انكسارات للعدوّ يقابلها ثلاثة انتصارات للمقاومة. وسيكون لهذه الانكسارات كما لهذه الانتصارات وقعها الاستراتيجيّ على كلّ من المعسكريْن.
نجح العدوّ في التّقتيل والتّدمير، نجح في رفع كأس “ارتكاب جرائم ضدّ الإنسانيّة” لدى محكمة العدل الدّولية. ولكنّه فشل في كسر إرادة شعب مقاوم وعنيد. شعب رفع في النّهاية التحدّي رغم الثّمن الباهظ ولكن لا كرامة دون ألم.
النّصر ليس نصر غزّة والمقاومة فقط. النّصر أيضا، نصر الأحرار جميعا، نساء ورجالا، في مختلف أنحاء المعمورة الذين وقفوا إلى جانب غزة/فلسطين.
والهزيمة ليست هزيمة الصهيونيّ النّازي فحسب ولكن أيضا هزيمة مشاركيه وداعميه من امبرياليّ أمريكيّ/غربيّ وحاكم عربيّ/إسلاميّ متصهين.
التّحرّر الوطنيّ مسيرة يراكم فيها صاحب الحقّ قُوًى ويخسر فيها الظّالم قوى إلى أن يحلّ يوم الحسم حاملا النّصر التّام للأوّل والهزيمة المدوّيّة للثّاني.
وهذا الأمر لا يدركه إلّا صاحب البصيرة الذي يتذكّر التّاريخ وصاحب العزيمة الذي يجرؤ على الانتصار.
ولكنّه أمر يعجز عنه قصير النّظر وعديم الإرادة والكرامة. وشتّان بين الثّائر التوّاق إلى الحريّة وبين الجبان، الخائن المسكون بالهزيمة.
شهداء غزة/فلسطين وشهيداتها،
أجسادكم/كنّ التي امتزجت بالأرض ودماؤكم/كنّ التي سقتها ستبقى نارا تحت أقدام الغزاة الهمّج. وخيالاتكم/كنّ المنسابة مع كلّ نسمة هابّة ستظلّ ترفرف في سماء غزّة/فلسطين لتحرسها.
“طوفان” انقضى سيتلوه بكلّ تأكيد “طوفان” آخر أعْتى وأعمّ …وهكذا دواليك حتّى التّحرير، تحرير كامل فلسطين من النّهر إلى البحر.
النّصر للمقاومة
المجدُ والخلود للشّهداء
الموت للصهيونيّة والامبرياليّة
الخزي والعار للعملاء والخونة
“ومن لا يريد صعود الجبال
يعش أبد الدهر بين الحفر
ومن لم يعانقه شوق الحياة
تبخّر في جوّها واندثر”
حَمَّه الهَمَّامِي
الأمين العام لحزب العمّال
تونس مساء الأربعاء 15 جانفي/يناير 2025