عمر أمير الاي ..أمير السينما السورية

عمر امير الاي

في ذكرى وفاته الرابعة أخط هذه الأسطر للحديث عن الصديق و رفيق الجامعة التونسية لنوادي السينما و امير السينما السورية البديلة و رائد السينما الوثائقية العربية السينمائي المتالق عمر امير الاي…
عرفته في إحدى دورات أيام قرطاج السينمائية في احدى الجلسات التي كان ينطمها الصديق نجيب عياد و لا يعرف سرها الا هو لما كانت ايام قرطاج السينمائية اياما تحتفي بالسينمائيين العرب و الافارقة و تعرف بهم لدى الجمهور المحب للسينما الجيدة و الجادة…
تحدث عن تجربة نوادي السينما في تونس بحب و تقدير كبيرين و اعتبرها منارة يحتذى بها في الوطن العربي ..و اكد انهم في سوريا اسسوا نادي سينما دمشق على شاكلة نوادي السينما التونسية…
والتقيته في بداية الثمانينات في سوريا على هامش مهرجان دمشق السينمائي و نبهني في جلسة سرية حضرها صديق نوادي السينما الناقد سعيد مراد رحمه الله أن النادي الطلابي الداعي لمؤتمر نوادي السينما العربية لا يعدو أن يكون مليشيا البعث السوري وتم بعثه بالاساس لضرب نادي سينما دمشق الذي كان يضم ثلة من السينمائيين يتقدمهم قيس الزبيدي و عمر امير الاي…و اتفقنا أن أدعو الناديين (الطلابي و دمشق) لحضور الجلسة التأسيسية …الشئ الذي اغضب حسين الابراهيم رئيس النادي السينمائي الطلابي بسوريا…
اعود الان للحديث عن الصديق عمر اميير الاي و مجمل اعماله السينائية
درس المسرح في جامعة “مسرح الأمم” في باريس عامي 1966-1967، ثمّ التحق بالمعهد العالي للدراسات السينمائية في باريس، لكنّه انقطع عن الدراسة بسبب أحداث الطلبة عام 1968. عاد إلى دمشق عام 1970. أسلوبه الفني مختلف عن غالبية المخرجين السوريين الذين درسوا في الاتحاد السوفييتي أو أوروبا الشرقية.
من أفلامه الوثائقية ثلاثية حول وادي الفرات. في فيلمه الأول محاولة عن سدّ الفرات، (1970)، إنتاج التلفزيون السوري، يوجّه أمير الاي تحيّة لأحد أكبر مشاريع التطوير السورية. لكنّه في فيلميه التّاليين يتّخذ موقفاً نقديّاً واضحاً منه، كما في الحياة اليومية في قرية سورية (1974) الذي يبيّن فيه أميرالاي التأثير السلبي لبناء السدّ على حياة الأشخاص العاديين في إحدى القرى الواقعة على نهر الفرات، وفي زيارة ثانية للمكان عام 2003 حقّق أميرالاي فيلم طوفان في بلد البعث، الذي حوى نقداً سياسياً لاذعاً لسياسة حزب البعث الحاكم في مجاليّ التربية والتعليم، والذي كان من المفترض أن يكون عنوانه “خمسة عشر سبباً لكرهي حزب البعث”.
فيلم بارز آخر له بعنوان وهنالك أشياء كثيرة كان يمكن أن يتحدّث عنها المرء، حيث اعتمد فيه أمير الاي على مقابلة مطوّلة مع المسرحي السوري سعد الله ونوس وهو في أوج صراعه مع مرض السرطان. يقابل الفيلم بين شهادة ونوس ومشاهد من حروب سوريا مع إسرائيل، وهزيمة الـ 67، وزيارة السّادات لإسرائيل، والانتفاضة الفلسطينية الأولى حيث تحولت القضية الفلسطينية إلى جزء مركزي من حياة مثقفي جيل كامل، وانتهاءً بحرب الخليج الثانية.
ومن بين أفلامه أيضاً الرجل ذو النعل الذهبي عن الرئيس اللبناني الراحل رفيق الحريري.
عمل بعد العام 1980 في فرنسا لصالح محطّات تلفزيونية مختلفة ؛ له اعمال سورية وعالمية حيث حقّق العديد من الأفلام التسجيلية الطويلة والقصيرة.
في حين حققت أفلام أميرالاي شهرة عالمية وعرضت في بعض من أهم المهرجانات المختصة بالسينما التسجيلية في العالم مثل مهرجان امستردام الدولي للأفلام التسجيلية…
منعت معظم افلام أميرالاي من العرض في وطنه سوريا لأسباب رقابية. قبل وفاته بقليل، حمّل المخرج عدداً من أفلامه على موقع يوتيوب ليستطيع السوريوون مشاهدتها.
توفي في يوم السبت 5 فيفري 2011 عن عمر يناهز الـ (67) عاماً إثر جلطة دماغية في بيته في دمشق
من اقواله الماثورة قبل وفاته انه يعيش في بلد يسير بشكل ثابت نحو زوالها بعد أن خانها حكامها وهجرها عقلاؤها وتخلى عنها مثقفوها. وقال أيضا أن السينما التي يقدمها ما هي إلا تعبير عن رفض اليأس والطغيان اللذان يسيطران على الحياة من حوله. ورفض أمير ألاي معسول اللسان المعروف بروح الدعابة سيطرة الحكومة السورية على الثقافة وقال أن هذا خنق الابتكار.
أفلامه…