على الحافة..للمخرجة المغربية ليلى الكيلاني بنادي سينما الحمراء..
بمناسبة اليوم العالمي للمراة شرع نادي سينما الحمراء في عرض سلسلة من افلام قمن باخراجها نساء تحت شعار …هن يخرجن….
حلقة يوم الثلاثاء القادم 17 مارس 2015 بقاعة مسرح الحمراء بنهج الجزيرة و في الساعة السادسة و النصف ستكون مع فيلم على الحافة للمخرجة المغربية ليلى الكيلاني …
الفيلم مستوحى من احداث حقيقية جرت في عام 2005، حيث يستحضر التغييرات التي طرأت على مدينة طنجة، وتروي القصة صراع البقاء المرير لأربعة شابات يبلغن العشرين عاما، باديا وايمان ونوال وأسمى بعد أن تركن عائلاتهن ورائهن في القرى وذلك ليعملن في المدينة ليلا نهارا بلا كلل.
ويبدأ الفيلم بالتصريح التالي “أنا لا أسرق أنا أستوفي حقي، أنا لا أمارس الدعارة أنا أدعو نفسي، أن لا أكذب أنا على بعد خطوة واحدة من الحقيقة: حقيقتي”.
“على الحافة” فيلم تتداخل فيه عوالم الانسان بعوالم المدينة عوالم يجمعها القهر الاجتماعي، قهر ينتج عنه خلل في توازن المجتمع، فيصبح مجتمعا قاسيا لا يرحم ابناءه، الفيلم يحكي قصة أربع فتيات مراهقات، مررن بمرحلة اجتماعية ونفسية وفيزيولوجية صعبة، واقمن في مدينة تمر بدورها بمرحلة جديدة من التحول الاقتصادي والاجتماعي وهي مدينة طنجة، ولعل هذا الاختيار المكاني له مغزى رمزي مرتبط بشخوص الفيلم وحالتهم الملتبسة.
الفيلم يرمي الى تجسيد المدينة بضوضائها وشغبها وتحولاتها المتجددة داخل شخوص يصنعون الواقع المرير والمتشعب في شريان هذا الوحش الاسمنتي، هؤلاء الشخوص رغم انوثتهن ورقتهن الا انهن يصطدمن بجدار المجتمع الصلب القاسي، فيصبحن بدورهن قاسيات يحملن داخلهن جينات انتقامية تظهر في سلوكهن الاجرامي، فينقلبن من ضحايا الى مجرمات محترفات.
حصل الفيلم على عدة جوائز مهمة، نذكر منها، الجائزة الكبرى للدورة الثالثة عشر لمهرجان طنجة السينمائي، والجوائز الرئيسية الثلاث لمهرجان (تاورمينا) السينمائي، الذي يقام بايطاليا وهي جوائز أفضل فيلم وأفضل إخراج وأفضل تمثيل، وهذا دليل على متانة التركيبة السينمائية للفيلم وترابط عناصره، كما انه مثَّل المغرب في واحدة من اكبر التظاهرات السينمائية الدولية، وهي مهرجان كان من خلال فقرة (نصف شهر المخرجين) وهي فقرة خاصة باكتشاف أعمال المخرجين الشباب.
و تجدر الاشارة في الاخير ان المخرجة وكاتبة السيناريو المغربية ليلى الكيلاني ولدت بمدينة الدار البيضاء عام 1970 وقد تابعت دراستها العليا في الاقتصاد بباريس قبل ان تتخصص في التاريخ، وبعد تجربتها في مجال الصحافة، توجهت إلى إخراج الفيلم الوثائقي عام 2000 وقدمت فيلمي (طنجة، حلم الحراقة وأماكننا الممنوعة)، قبل أن تخرج فيلم (على الحافة)، وهو أول أفلامها الروائية الطويلة، والذي كان إنتاج مشترك بين المغرب وفرنسا وألمانيا.