ما صرّح به محسن مرزوق المستشار السياسي لرئيس الجمهوريّة حول تخلّي حزب نداء تونس عن دوره الوطني مهمّ لأنّ فيه إقرارا من أحد أهمّ قياداته بأنّ هذا الحزب خذل الشعب التونسي ولم يكن في حجم المسؤوليّة التي كلّفه بها، بل إنّه يكاد يكون في موقع المتخاذل الذي ترك مهامّه الوطنيّة الكبرى. كما يتضمّن إقرارا بأنّ نداء تونس تحايل على التونسيّين ولم يكاشفهم بحقيقة انقساماته الداخليّة التي كان يداريها عن الإعلام وعن الرأي العام. وللتحايل وجه آخر يتمثّل في كون نداء تونس أخفى عن التونسيّين تواطؤه مع جهات إعلاميّة لتخدمه خلافا للقانون. كما أخفى نداء تونس عن التونسيّين حقيقة حجم التجمّعيّين داخله وطريقة انتدابهم ونوع الخدمات التي قدّموها له حتى يفوز في الانتخابات الأخيرة ذلك الفوز الساحق. بقي السؤال الأكبر الذي يطرح نفسه ووجب طرحه على محسن مرزوق هو: متى باشر نداء تونس دورا وطنيّا حتى يتخلّى عنه؟ فمنذ إعلان فوزه الانتخابي بدأت الخلافات تعصف به وبدا حجم الطمع والنهم إلى المناصب يكبر في تعاطٍ محزن مع الدولة باعتبارها غنيمة للاقتسام على الموائد! الحقيقة أنّ نداء تونس لم يؤدّ أيّ دور وطني لا قبل الانتخابات ولا بعدها. كان يريد الحكم وقد اختار أنسب السبل الموصلة إليه وكفى. ولمّا وصل إليه غرق فيه وحوله ولم يخرج إلى اليوم. فأيّ دور وطني باشره حتى يتخلّى عنه؟
بقلم مصطفى القلعي: كاتب وباحث سياسي