نشرت المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب تقريرها حول التعذيب في تونس في مايخص شهر افريل 2015
التعذيب في تونس خلال شهر آفريل 2015 أكثر من 10 حالة هي حالات حدثت داخل السجون أو داخل المراكز الأمنية أو في الشارع.
وما يلفت الانتباه بخصوص هذا الشهر حالتي الوفاة المسترابة بسجن المسعدين وسجن الناظور هم على التوالي :
1-حالة السيّد سامي عمّار :
بتاريخ 09 أفريل 2015 تعرّض الشاب سامي عمار إلى الاعتداء بالعنف الشديد من طرف إطار أمني من شرطة التدخل في مفترق المرسى – سيدي بوسعيد، وذلك اثر ارتكابه لمخالفة مرورية بالمفترق.
ويذكر أن الإطار الأمني كان يعتدي علي الضحية لفظيا وبدنيّا أمام أنظار المارة.
وأعرب السيد سامي أنه يعاني من أضرار على مستوى الفك والرقبة جراء الاعتداء، كما يعاني تأزما نفسيّا.
2-حالة السيّد إبراهيم بوسنة :
بتاريخ 11 أفريل 2015 تحول السيّد إبراهيم إلى صفاقس لقضاء بعض شؤونه الشخصية إلا أنه تم إيقافه ونقله إلى مركز الأمن بصفاقس المدينة واتضح أنه مفتش عنه على ذمة قضية جزائية منشورة بالمحكمة الابتدائية بصفاقس، وقد تم الاحتفاظ به لمدة 6 أيام لبحثه ثّم أحيل إلى مكتب التحقيق الذي استنطقه وأبقاه بحالة سراح.
وأشار السيّد إبراهيم أنه عومل معاملة قاسية ومهينة من طرف الضابطة العدلية وتعرّض إلى السبّ والشتائّم والإهانات.
كما امتنع الباحث عن تسليمه شهادة في كف التفتيش بعد أن قرر قاضي التحقيق بقاءه بحالة سراح.
وقد تحول السيّد إبراهيم أعلاه إلى منطقة الأمن بالقرجاني بغرض الحصول على الشهادة المذكورة لكنه اعلم أنه يجب عليه تسلمها من صفاقس،
3-حالة السجين أمين عرفاوي:
بتاريخ 17 أفريل 2015 اتصلت بالمنظمة عائلة السيّد أمين عرفاوي الذي يقضي عقوبة سجنية بالسجن المدني ببلاريجيا جنوبة وأعلمت أن بتاريخ 27 مارس 2015 تم منعهم من الزيارة وافتكاك بطاقة الزيارة منهم.
كما ذكرت العائلة أنها علمت بوسائلها الخاصة أن السجين المذكور تعرّض إلى الاعتداء بالعنف الشديد مما نتج عنه تدهور حالته الصحية.
( كسر بالذراع.وآثار على مستوى شفتيه…)
4-حالة السيّد سامي السعيداني:
بتاريخ 17أفريل 2015 اتصلت بالمنظمة عائلة السجين سامي السعيداني النزيل بالسجن المدني بالمرناقية وذكرت أن السجين المذكور مصاب بمرض القلب وأجرى عملية جراحية لتركيب ضاغط اصطناعي وأنه كان نزيلا بالسجن المدني بسليانة ثم نقل السجن المدني بالكاف أين قضى مدة ومنه تم إرجاعه إلى السجن المدني بالمرناقية مع العلم أنه مصاب بمرض القلب وحالته الصحيّة تتطلب العناية والمتابعة وعدم نقلته من سجن إلى آخر بصفة متتالية.
5-حالة السيّد بشير الغربي:
بتاريخ 04 أفريل 2015 تم مداهمة منزل السيّد بشير الغربي بجهة حي الزهور بتونس في حدود الساعة واحدة بعد منتصف الليل من طرف ثلاثة أعوان شرطة بحثا عنه، وتقول العائلة لأن تم إشهار مسدس في وجه الوالدة دون أي موجب مما أدي انهيارها ودخولها في حالة هستيريا، كما والده إلى السب والتهديد بالإيقاف اثر احتاجه على شكل المداهمة.
وقد تّم إيقاف السيّد بشير وصديق له ونقلا إلى مقّر فرقة الشرطة العدلية بالسيجومي أي تمّ فتح محضر بحث بشأنهما، وتؤكد العائلة أن الشاب بشير نفى تماما ما نسب إليه من تهم وأنه لم يمضى محضر البحث وأن المحضر المذكور مختوم ببصمة إبهامه لا غيره.
6-حالة التلميذين حسام العياري ومعاذ بوغديرة :
اتصلت بالمنظمة عائلتين التلميذين حسام العياري 19 سنة ومعاذ بوغديرة 19 سنة وأعلمتا أنه بتاريخ 21 أفريل 2015 تم إيقاف التلميذين المذكورين من طرف دورية أمنية بشارع 9 افريل بتونس وتعرضا إلى الاعتداء بالعنف الشديد من قبل أفرادها، ثم نقل إلى مركز الأمن بالسمران، ومنه نقلا إلى مستشفي شارل نيكول بسبب ما لاحقهما من أضرار بدنية.
وقبل نقلهما إلى المستشفي عاين أفراد من عائلة حسام آثار العنف على هذا الأخير والمتمثلة في عدم القدرة على المشي وزرقة بالعين والوجه وآلام بالمؤخرة.
وتاريخ 24/04/2015 أحيل المحتفظ بيهما على النيابة العمومية وأصدرت بشأنهما بطاقتي إيداع بسجن المرناقية.
وقد عاين عضو النيابة العمومية آثار عنف على التلميذين وأذن بسماعهما بخصوص ما تعرّضهما
وتلفيق إليهما تهمتي السرقة والسلب ، هذا الاعتداء نتج عنه بالنسبة إلى الشاب حسام كسر على مستوي الساق و 7 غرزه على مستوي العين اليمني أما الشاب معاذ فهو يعاني من زورقية على مستوي العين والوجه وصعوبة في الكلام بسبب نفخ شفتيه وثيابهما ملطخان بالدماء.
كما ذكرت العائلتين أن سبب هذا الاعتداء هو إجبارهم على إمضاء محضر بأن ليسوا هم الذين اعتدوا عليهما بل أن ذلك الاعتداء وأثار العنف يعود سببه إلى معركة حصلت قبل نقلهم إلى مركز الأمن .
7-حالة السيّد هيثم الهمامي :
بتاريخ 17 أفريل 2015 وعندما كان السيّد هيثم بمدخل مدنية السواسي من ولاية المهدية تعرّض إلى إطلاق رصاص وهو بصدد قيادة شاحنته وذلك بسبب عدم امتثاله لإشارة توقف صادرة عن دورية ّأمنية سابقة، فأصيب السيد هيثم برصاصة على مستوي ساقه اليسرى وهو في الشاحنة وتمكن من الفرار وهو جريح وتحول إلى مدنية القيروان أين توجه إلى المستشفي فتم إعلام السلطات الأمنية بالموضوع. وأجريت لهيثم عملية جراحية أولي لاستئصال الرصاصة على أن تجري له عملية ثانية بعد أسبوع لرتق الشرايين حسب ذكر العائلة.
وبتاريخ 21 أفريل 2015 تم إيداع السيّد هيثم بالسجن المدني بالقيروان وإلى اليوم لم يخضع لإجراء العملية الجراحية الثانية ولم تتحصل عائلته على بطاقة لزيارته بالسجن.
8-حالة السيّد لطفي حميدة:
بتاريخ 20 أفريل 2015 وفي حدود الساعة الثلاثة بعد الزوال كان السيد لطفي حميدة على متن دراجة نارية بمنطقة بني ربيعة بمساكن ، وبمجرد اقتراب دورية أمنية للحرس الوطني منه حاول الفرار باعتبار أنه محل تفتيش، وحسب العائلة فقد اصطدمت به السيارة الإدارية فسقط أرضا.
وأحاط أعوان الدورية بالضحية كما تواجد مواطنون كانوا يعبرون المكان، ونظرا لحالة النزيف والإغماء تم تغطية الضحية بلحاف، ولما حاول شقيقه صالح الذي حضر بالمكان معاينة شقيقه منع من الاقتراب منه وأعلم أن لطفي تمكن من الفرار.
وبعد حوالي الساعة إلا ربع حضرت سيارة إسعاف أخذت لطفي إلى مستشفي المساكن ثم نقل إلى مستشفي سهلول بسوسة.
وعاينت العائلة بالمستشفي أن لطفي كان نصفه الأعلى عاريا وتظهر على كتفه الأيمن خدوش وجراح كما عاينت وجود جرح غائر على جبينه أعلى العين اليمنى وبعد إجراء فحوصات عليه تم إخراج الضحية بواسطة سيارة شرطة ونقل إلى مركز للحرس الوطني، إلا أن هذا المركز رفض قبوله حسب العائلة نظرا لما يحمله من أثار على بدنيه فأخذ إلى مستشفي فرحات حشاد وقد حاولت العائلة إدخال ملابس له لكن مطلبها جوبه بالرفض.
ويوم 21 أفريل 2015 صدرت بحق لطفي بطاقة إيداع بسجن المسعدين بسوسة .
ويوم 22/04/2015 تحولت العائلة لزيارته بالسجن أين تم إخراجه وهو على عربة معوقين وكان منتفخ البدن ورأسه مقشوع إلى الخلف ولا يستطيع تحريك يديه وساقيه وكان يرتدي مريولا قصيرا ليس على مقاسه.
ويوم 27/04/2015 أحيل لطفي على محكمة ناحية مساكن لكن لم يتم إحضاره من السجن فأجلت المحكمة الٌقضية إلى يوم 04/05/2015 .
ويوم 28/04/2015 أعلمت العائلة بوفاة المرحوم لطفي حميدة بعد إصابته بشلل تام حسب معلوماتها.
9-حالة تلميذين محمد أمين حسني وجاسم حسني :
بتاريخ 25 مارس 2015 تم إيقاف التلميذين محمد أمين حسني 17 سنة وجاسم حسني 17 سنة ، تّم الاعتداء عليهما بالعنف الشديد من قبل أعوان أمن تابعين لمنطقة الشرطة العدلية بالحمامات مما نتج عنه مخلفات بدنية ونفسية تتمثل في أضرار جسيمة على مستوي اليد اليمني والساق اليمني وكذلك صعوبة في النطق والمشي والكتابة.
كما ذكر والد أحد الطفلين أنه تم تجريدهما من ثيابهما والاعتداء عليهما بالضرب على مختلف أنحاء جسميهما.
وحاول أعوان تعريض جاسم إلى الصعق الكهربائي وذلك بربط أسلاك على مستوي أصابع ساقه اليمني ولو لا تدخل عون أخرالذي منعهم من ذلك.
وتحت ضغط الأعوان اضطرا الطفلان إمضاء محاضر البحث يجهلان محتواها.
وحسب العائلة فإن أصل القضية يرجع إلى تقدم شاب بشكوى إلى الشرطة العدلية بالحمامات بسبب تعرضه إلى عملية سلب بالقوة وكان يبدو بحالة سكر. وقدم له الباحث عدّة صور منها صورة الطفل جاسم، ثم تم ضغط عليه للاعتراف بأنه يتولى صنع قنابل مع جاسم ومحمد أمين في أحد الجبال بمنطقة الحمامات، وتبعا لذلك تم إيقاف التلميذين المذكورين.
ونقل الشبان إلى إقليم نابل أين قضيّا ليلة هناك ومنها إلى منطقة الأمن بالقرجاني بتونس أين تم استجوابهم بخصوص القضية ثم أحيلوا أمام مكتب التحقيق بمحكمة الابتدائية بتونس أين تم استنطاقهم وإطلاق سراحهم.
وبسبب ما تعرض إليهما الطفلان فقد أصبح يعانيان من صعوبات في دراستهما سواء على مستوى القراءة أو الكتابة أواستيعاب الدروس.
10-حالة المرحوم صابر حرباوي:
كان المرحوم صابر حرباوي وهو من مواليد 1972 يقضي عقوبة السجن المؤبد منذ سنة 2011 وخلال شهر جويلية 2014 نقل من سجن الكاف إلى سجن الناظور. وحسب العائلة أن صابر كان دائم التظلم للعائلة. من الحكم الصادر ضده وقد أضرب عن الطعام عدة مرات.
وتاريخ 01/04/2015 تم تسليط عقوبة السجن الانفرادي على صابر إثر إجراء عملية تفتيش والعثور على آلة حادة.
وبعد حوالي نصف ساعة بعد دخوله إلى الزنزانة تفطن سجين أخر بوجود حبل بباب السيلون فأطلق صيحة استغاثة فحضر أعوان ونقل صابر إلى مستشفي الحبيب بوقطفة ببنزرت أين لفظ أنفاسه الأخيرة.
وحسب العائلة فإن إدارة السجن علمتها أن الأمر يتعلق بعملية انتحار.
وتطرح العائلة تساؤلات حول وجود حبل مع صابر في سجنه الانفرادي.
كما نشير العائلة على وجود آثار على الجثة على مستوى أسفل ركبة الساق اليمني وزرقة بالكتف وآثار بأصابع اليد اليسرى وكسر في العنق.
وتطالب العائلة بإجراء تحقيق عاجل وجدي ومحايد في الحادثة لكشف الحقيقة بخصوص ملابسات الوفاة وأسبابها وإمكانية تعرض المرحوم إلى انتهاكات قبل إيداعه بالسيلون.